Рассказ и его содержание: Повествование (принципы, секреты и упражнения)

Мухаммад Абд ан-Наби d. 1450 AH
75

Рассказ и его содержание: Повествование (принципы, секреты и упражнения)

الحكاية وما فيها: السرد (مبادئ وأسرار وتمارين)

Жанры

من ناحية أخرى، ولنذكر من جديد؛ لست مضطرا لأن تقدم لقارئك جميع تفاصيل مشهدك، وهي مهمة مستحيلة على أي حال؛ يكفيك أن تتخيل أوضح صورة ممكنة لما تريد أن تنقله، ثم أن تنتقي منه بعد ذلك التفاصيل الدالة واللمسات ذات الوقع والثقل. تلك الاختيارات هي ما يشكل إطار مشهدك ويضيء أركانه، وهي في النهاية ما يفرق بين كاتب يكرر الواقع بآلية الببغاء، وآخر يعيد خلقه من جديد عبر مصفاة خاصة، مصفاة تصعب على الوصف. •••

في الفصل التالي المزيد حول آليات الوصف وعناصر المشهد القصصي.

ثلاث ملاحظات حول الوصف

البلاغة بحذر

الوصف لاعب أساسي وعنصر لا غنى عنه في اللعبة السردية، ينقل للقارئ الخبرات والتجارب الحسية عبر وسيط اللغة، وعبر جسور الحواس، ويشعل خياله بحيث يتورط في عالم النص، غافلا - أو يكاد - عن العالم المادي المحيط به، كما أنه، عند إجادة استخدامه، يضبط نبرة النص، ويشي بخفايا الشخصيات، ويوحي بالجو العام لحكايتك دون تصريح مباشر.

يميل كثير من الكتاب إلى الاستعانة في فقرات وصفهم بالتعبيرات البلاغية، مثل المجاز والتشبيه إلى آخر ذلك من محسنات وزخارف أسلوبية، بينما يميل بعضهم إلى تجنبها إلى أقصى حد ممكن، ووصف التجربة أو الشخصيات وصفا تقريريا محايدا. وسواء اتخذت هذا الجانب أم ذاك، فإن لغة الكاتب ما أن تقترب من الوصف حتى تميل بطبيعتها إلى الحلي والزخرفة والبلاغة؛ فالناعم يصبح كالحرير، والبعيد يصير قمرا، والسريع ريحا، وهلم جرا؛ لذلك ينصح بالانتباه إلى مثل تلك المحسنات؛ فإن كان ولا بد منها، فلتكن جديدة غير مطروقة، ونابعة من العالم الخاص بالنص وشخصياته، وليست آتية من تاريخ الأدب وتراث البلاغة كأنها محفوظات أو موضوعات إنشاء.

يجب أن نعترف أن لتلك الأساليب بعض المزايا إلى جانب دورها الجمالي الواضح بالطبع، فهي قد تقرب لخيال القارئ حالة متخيلة ومركبة بدرجة ما، حين تعبر عنها في صورة قريبة منه ومن مفردات عالمه البصري. ويصدق هذا بصورة خاصة على استعراض الحالات الباطنية للشخصيات؛ عواطفها وهمومها الداخلية التي يصعب الإحساس بها دون تقريبها في صور بلاغية، أي ببساطة تحويل المعنى المجرد إلى صورة يمكن إدراكها بالحواس؛ ولهذا أهميته.

وإذا كانت الكاتبة الأمريكية «نانسي كريس»، في كتابها «تقنيات كتابة الرواية»، تربط ما بين القصة كاستعارة كبرى والاستعارات البلاغية الصغرى المستخدمة في نقل مشاعر الشخصية، من مقارنة واستعارة ورمز وغير ذلك، فإنها تحذر في الفصل نفسه من تحميل الجملة الواحدة قدرا أكثر مما يجب من المعاني، عبر صورة بلاغية واحدة، فتأتي النتيجة غير مؤثرة، بل مضحكة أيضا دون قصد الإضحاك بالطبع؛ لذلك فالبساطة هي حليفك عند اللجوء إلى البلاغة، فكلما عقدت الأمور وحاولت التوصل إلى صور مركبة، زاد احتمال سقوط التعبير في الغموض أو السخافة.

وهكذا فلتكن حذرا عند استعمال تلك الصور البلاغية في فقراتك الوصفية، سواء كنت تصف شيئا ماديا مثل مكان أو شخص، أم كنت تصف ما يعتمل في داخل أحدهم من عواطف وأفكار، وبقدر ما يتوجب عليك الابتعاد عن التعبيرات الجاهزة والسهلة، وتحري الأصالة والطرافة، يجب أن تبتعد عن الصور المركبة والمعقدة زيادة عن اللزوم؛ وبين هذين الحدين، يظل الأكثر أمنا هو الاقتصاد في استعمال الصور البلاغية لأقصى درجة ممكنة.

ضد الوصف

Неизвестная страница