هتف باستنكار: تذهبين! - لم أجئ لأقيم هنا. - أنت ذاهبة إلى الشاب الغني من طنطا. - كلا، ليس موعده اليوم. - لا يمكن أن تذهبي. - آن لي أن أذهب .
قام إلى جدار الكشك ورمى ببصره إلى الخارج ثم قال بعصبية: الحب لا يتوقف لحظة واحدة. - متع بصرك.
تحول إليها وهو يقول بانفعال: كأنك ابنتي!
ومال نحوها فلثم جبينها وهو يقول: لا تذهبي إلى مشرب الشاي. - ليس اليوم. - إنه يريد عشيقة! - لم يصرح بذلك. - أنت ساذجة؟ أنت ماكرة؟ .. ما أنت؟ - أنا مصممة. - أنت جميلة، أنت فاتنة، اصبري. - يجب أن أذهب. - إنه يرفض أن يطلق، ويرفض أن يتزوج زوجة ثانية، لماذا؟ لعل زوجته غنية، لعلها رأسماله الحقيقي، وغير بعيد أن تكون أكبر منه سنا، لذلك جهز شقة للعبث، يجيء إلى القاهرة باسم التجارة ليمارس الدعارة، هذه هي الحقيقة. - أشكرك، ولكن آن لي أن أذهب.
قبض على يدها، ثم على ساعدها، وقال وهو يزداد انفعالا: لن تذهبي.
ابتسمت قائلة: لقد تأثرت لحالي أكثر مما يجوز. - لا حدود لما يجوز في ذلك. - شد ما أزعجتك. - أكثر من سبب يشد أحدنا إلى الآخر. - ولكن الوقت يسرقنا وزوج أمي رجل شرس. - فلنسحق رأسه ولكن لا تذهبي إلى الشاب الغني من طنطا. - إني راجعة إلى البيت.
ففرقع بأصابعه وقال: جاءتني فكرة طيبة. - فكرة؟ - إنك مشغوفة بالحياة، ولا خوف عليك من كهل مثلي، فلنذهب سويا إلى عنبر لولو. - عنبر لولو؟ - حديقة في صحراء سقارة، في المركز منها بركة مترامية من ماء الورد، وتنتشر بها المقاصير المغطاة بالأزهار، وشعارها غير المكتوب افعل ما تشاء.
فاتسعت عيناها دهشة وقالت: أنت تدعوني إلى ذلك؟ - مع آمن رفيق! - لا أصدق! - لا يعز شيء على التصديق. - ولكن .. ولكن ليس الوقت مناسبا. - كل وقت فهو مناسب لزيارة عنبر لولو! - لم أسمع بها من قبل. - إنها جنة الأحلام، كل حلم فهو واقع في عنبر لولو. - إنك تتكلم بصوت جديد، وعيناك تنطقان بمعان جديدة.
جذبها من يدها إلى جدار الكشك فنظر من الثغرات داعيا إياها إلى النظر وقال محموما: انظري، جميع هؤلاء حمقى لأنهم لم يعرفوا الطريق إلى عنبر لولو. - تلك الحدائق النائية عرضة للخطر! - إنها ترقد في حضن الأمان وآي ذلك أنه لا يوجد بها شرطي واحد! - وماذا نفعل هناك؟ - كما تهوين، لا أحد يرى الآخر في عنبر لولو. - انظر إلى هذه الفتاة الفاجرة! - إنها فاجرة لأنها تلهو بعيدا عن عنبر لولو. - إنك تخيفني! - لا ظل للخوف في عنبر لولو.
تراجعت عن الجدار فلحق بها في نشاط غير معهود وهو يشد على يدها. وتساءل: ألم تجيئي لتسمعي نصيحة من كهل؟ - إني أمقت النصائح! - اذهبي معي إلى عنبر لولو. - رباه .. إني أتراجع، لعل حديثك الحكيم أثر في أكثر مما توقعت! - حديث عنبر لولو؟ - حديث الصبر والكرامة! - إنك لا تؤمنين بالألفاظ الصفراء. - ولكنك تؤمن بها؟ - إن ربع قرن في السجن خليق بأن يخل الميزان. - إنك تخيفني. - كلا، ولكنها حيلة نسائية بالية! - اهدأ، فلنجلس، أود أن أعترف بسر جديد. - اعتراف آخر؟!
Неизвестная страница