Рассказ без начала и конца

Наджиб Махфуз d. 1427 AH
92

Рассказ без начала и конца

حكاية بلا بداية ولا نهاية

Жанры

فقالت برجاء: إذن قدم لي نصيحة مبتكرة. - مبتكرة! - أجل، لم أعد أومن بالماضي، لقد ورثت تعاستي عن الماضي، لذلك أكره كل ما يمت إليه بصلة، هبني نصيحة مبتكرة ولو هزئت في النهاية بما سميته بالكرامة! - ولكني صارحتك بما أومن به. - إنك رجل غير عادي، لا بد أن تنبع منك أفكار مبتكرة، أفكار لا تستمد سدادها من قول سلف أو من عادة أثرت. - من حقي، ومن واجبي، أن أكون مخلصا لطبعي أبدا.

فقالت وهي تنظر في عينيه بجرأة: أحيانا يخيل إلي أن شرا عصريا أفضل من خير بال! - أي ثورة تنطوي عليها جوانحك الرقيقة الجميلة! - الحياة توشك أن تفلت من بين أصابعي تحت شعارات متهرئة ترددها ألسنة محتضرة. - هذه انعكاسات أزمة كفرت بحكمة الصبر. - صدقني فإن حياتنا وقف قديم متهدم تتحكم فيه وصايا الأموات. - كل ذلك لأنك تودين أن ترقصي وتغني وتمرحي؟ - لأني أود أن أعيش حياتي. - وربما تودين غدا أن تقتلي الأنفس وتشعلي الحرائق وتهدمي الجدران؟

فضحكت قائلة في حبور: أود حقا أن أقتل زوج أمي، وأن أحرق من يتطاول على رميي بالسقوط، وأن أهدم جدران الإدارة!

ابتسم الكهل وهو يرمقها بحنان أبوي وقال: لعله الحب؟ - هه؟ - لعله حب يائس الذي أضرم فيك نار الثورة! - لا يوجد حب معين الآن، أحببت مرات وخاب الحب مرات، أما الآن فأنا أحب الحب وحده! - لا شك أن للحب عندك قصة!

هزت منكبيها في استهانة وقالت: أنت تعرف حب المراهقة ومصيره المحتوم .. ذاك واحد، وحلمت يوما بحب ممثل، وكان كلما تقدم لي خاطب أبدي قلبي استعدادا طيبا للحب لا يلبث أن يذهب بذهابه. - لا قصة حب الآن؟ - أكبر قصة حب، حب الحب نفسه!

وتبادلا نظرة طويلة. ثم سألته: بم تنصحني يا سيدي النبيل؟

فقال باسما: أنصحك بالرقص والغناء والمرح والقتل والتحريق والهدم. - أتسخر مني يا سيدي؟ - معاذ الله، بل إنك تغرينني بالتعلق بك! - حقا؟ - ما أكثر أوجه الشبه بيننا! - فيم؟ - في التعاسة على الأقل!

فقالت باستطلاع: لقد سمعت عنك الكثير.

فلاحت في عينيه نظرة حالمة وقال: كنت يوما ذا شباب يافع ومستقبل مرموق.

ثم وهو يبتسم: وذات يوم قررت الانضمام إلى الجموع الثائرة.

Неизвестная страница