فهتفت غاضبة: لست عجوزا بعد. - معاذ الله أن يخطر لي ذلك المعنى. - ولكنه خطر، ورميتني بما هو فيك.
فتنهد يائسا وقال: لا فائدة، أفلست في كل شيء.
ها هي اللعنة تطاردني من جديد. - ليبعد الله عنا اللعنات! - ها هي تطاردني من جديد!
ونهضت غاضبة فغادرت الحجرة.
4
تذكر فجأة تاجر الروبابيكيا. حاجة ملحة دفعته إلى البحث عنه لمناقشته. ولم يجد صعوبة تذكر في العثور على القهوة القابعة تحت البواكي بسوق الكانتو. وقف يجيل البصر في الجالسين ولكنه لم يظفر بطلبته على حين تطلعت إلى منظره الأبصار في دهشة. ورأى وراء النصبة رجلا يقوم بكل شيء فقدر أنه صاحب القهوة فاقترب منه، حياه، وسأله: أين تاجر الروبابيكيا الشهير بالملعون؟
فحدجه الرجل بنظرة أشعلها انتباه طارئ وقال: لا أدري. - ألا يجلس عادة في هذه القهوة؟ - ولكني لم أره من مدة. - وأين يمكن أن أجده من فضلك؟ - لا أدري. - هل يوجد أمل في رؤيته إذا انتظرت بعض الوقت؟ - من يدريني؟!
وقف الرجل في وسط القهوة مترددا. وإذا برجل يدنو منه حتى يقف أمامه ثم يسأله: أتريد مقابلة الملعون؟ - أتعرف مكانه؟ - اتبعني.
قال ذلك ومضى إلى الخارج. تبعه بأمل جديد في مقابلة الرجل. كان المغيب يضفي على الدنيا ظلاله، ولفحات هواء رطيب تتردد بأنفاس الخريف. سار وراء الرجل في زقاق ضيق. - أنحن ذاهبان إلى بيته؟
فلم يجب الرجل وواصل السير. ولدى أول منعطف يصادفهما هوت ضربة على رأسه فشهق ثم سقط مغمى عليه. ولما أفاق وجد نفسه ملقى فوق مقعد خشن كأنه أريكة في ظلام دامس لا يرى فيه شيء. جلس في حذر وهو يتساءل: أين أنا؟!
Неизвестная страница