Хидаят Рагхибин
هداية الراغبين إلى مذهب العترة الطاهرين
Жанры
ومن تصفح أحوال أئمة العترة النبوية من أمير المؤمنين علي عليه السلام إلى زماننا هذا وجدهم على صفة واحدة في مناواة الفسقة، ومعاداة الظلمة، والتنزه عن مساكنة سلاطين الجور ومسالمة أئمة الضلال، لا يرضون لأنفسهم بمواصلتهم، ولا قبض صلاتهم، ولا يؤنسون وحشتهم، ولا يغشون مجالسهم، ولا يحضرون محاضرهم، ويترفعون عن مراشاتهم ومكاتبتهم.
كما روي ذلك عن الإمام الطاهر القاسم بن إبراهيم عليه السلام، فإن المأمون عرض عليه من المال وقر سبعة أبغل على أن يبتدئه بكتاب أو يجيب له كتابا، فشمر عن ذلك جناحا، ورأى قبول ذلك في الدين جناحا.
وأمثاله من سادة الرسوس، والعارفين لمواقيت الصلوات في ظلمات الحبوس، بما يعتادونه من تلاوة القرآن الكريم والذكر الحكيم.
وكانوا في الزهد عن الدنيا على مثل صفة الأنبياء، يفترشون المدر ويتوسدون الحجر، ويأكلون في بعض الحالات الشجر، وسرجهم في أكثر الليالي ضوء القمر، وهم يرون علماء زمانهم من فقهاء الأمة يقعون على ما في أيدي الظلمة من خلفاء بني أمية وبني العباس وقوع الذباب على العذرة.
Страница 145