123

Руководство для сомневающихся в ответах евреев и христиан

هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى

Исследователь

محمد أحمد الحاج

Издатель

دار القلم- دار الشامية

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤١٦هـ - ١٩٩٦م

Место издания

جدة - السعودية

وَتَأَمَّلْ قَوْلَهُ فِي الْبَارَقْلِيطِ الْمُبَشَّرِ بِهِ: يُفْشِي لَكُمُ الْأَسْرَارَ، وَيُفَسِّرُ لَكُمْ كُلَّ شَيْءٍ، فَإِنِّي أَجِيئُكُمْ بِالْأَمْثَالِ وَهُوَ يَأْتِيكُمْ بِالتَّأْوِيلِ.
كَيْفَ تَجِدُهُ مُطَابِقًا لِلْوَاقِعِ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ، لِقَوْلِهِ تَعَالَى: وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ، وَلِقَوْلِهِ تَعَالَى: مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ.
وَإِذَا تَأَمَّلْتَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَالْكُتُبَ، وَتَأَمَّلْتَ الْقُرْآنَ وَجَدْتَهُ كَالتَّفْصِيلِ لِجُمَلِهَا، وَالتَّأْوِيلِ لِأَمْثِلَتِهَا، وَالشَّرْحِ لِرُمُوزِهَا، وَهَذَا حَقِيقَةُ قَوْلِ الْمَسِيحِ: أَجِيئُكُمْ بِالْأَمْثَالِ وَيَجِيئُكُمْ بِالتَّأْوِيلِ، وَيُفَسِّرُ لَكُمْ كُلَّ شَيْءٍ.
وَإِذَا تَأَمَّلْتَ قَوْلَهُ: وَكُلُّ شَيْءٍ أَعَدَّهُ اللَّهُ لَكُمْ يُخْبِرُكُمْ بِهِ، وَتَفَاصِيلُ مَا أَخْبَرَ بِهِ مِنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، وَالثَّوَابِ وَالْعِقَابِ، تَيَقَّنْتَ صِدْقَ الرَّسُولَيْنِ الْكَرِيمَيْنِ، وَمُطَابَقَةَ الْخَبَرِ الْمُفَصَّلِ عَنْ مُحَمَّدٍ ﷺ لِلْخَبَرِ الْمُجْمَلِ مِنْ أَخِيهِ الْمَسِيحِ ﵊. وَتَأَمَّلْ قَوْلَهُ فِي البارقليط: وَهُوَ يَشْهَدُ لِي كَمَا شَهِدَتْ لَهُ، كَيْفَ تَجِدُهُ مُنْطَبِقًا عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَكَيْفَ تَجِدُهُ شَاهِدًا بِصِدْقِ الرَّسُولَيْنِ، وَكَيْفَ تَجِدُهُ صَرِيحًا فِي رَجُلٍ يَأْتِي بَعْدَ الْمَسِيحِ يَشْهَدُ لَهُ بِأَنَّهُ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، كَمَا شَهِدَ لَهُ الْمَسِيحُ؟! فَلَقَدْ أَذَّنَ الْمَسِيحُ بِنُبُوَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ وَسَلَامِهِ عَلَيْهِمَا أَذَانًا لَمْ يُؤَذِّنْهُ نَبِيٌّ قَبْلَهُ، وَأَعْلَنَ بِتَكْبِيرِ رَبِّهِ أَنَّى تَكُونُ لَهُ صَاحِبَةٌ أَوْ وَلَدٌ؟ ثُمَّ رَفَعَ صَوْتَهُ بِشَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، إِلَهًا وَاحِدًا أَحَدًا فَرْدًا صَمَدْا لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ، ثُمَّ أَعْلَنَ بِشَهَادَةِ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، الشَّاهِدُ لَهُ بِنُبُوَّتِهِ الْمُؤَيَّدُ بِرُوحِ الْحَقِّ، الَّذِي لَا يَقُولُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِهِ بَلْ يَتَكَلَّمُ

1 / 339