450

Хидая

الهداية على مذهب الإمام أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني

Редактор

عبد اللطيف هميم - ماهر ياسين الفحل

Издатель

مؤسسة غراس للنشر والتوزيع

Издание

الأولى

Год публикации

١٤٢٥ هـ / ٢٠٠٤ م

Жанры

رِوايتَينِ (١). في النَّاسِي والجَاهِلِ فَإنْ أَحَالَهُ أحالهُ بالحقِّ فَقبِلَ الحَوالةَ وانصَرفَ حَنَثَ فَإنْ فَعلَ ذَلِكَ ظنًَّا مِنهُ أنهُ قَد بَرَّ فَهلْ يَحنَثُ أم لا؟ يخرجُ عَلَى رِوايتَينِ (٢).
فان حَلَفَ لا افتَرَقْنَا حَتَّى استَوفيَ مِنكَ حَقِّي فَفرَّ مَنْ عَلَيهِ الحقُّ حَنَثَ، وَمِقدَارُ مَا يَقَعُ عَلَيهِ بهِ الفِراقُ مَا عَدَّهُ النَّاسُ فِرَاقًا، مِثلَ أنْ يَكونا في دَارٍ فَيخرُجَ المفَارِقُ عَنهَا أو في قَضَاءٍ فيُفَارِقَهُ عَنِ المكَانِ بمقدارِ فِرَاقِ المتتابعين.
فَصلٌ خَامِسٌ في الكَلامِ المعلَّقِ بِمُدَةٍ مَجهولَةٍ
إذا حَلَفَ لا يَتَكلَمُ فَقَرَأَ لم يَحنَثْ فَإنْ حَلَفَ لا يُكَلِمُهُ فَدَقَّ عَلَيهِ البَابَ فَقَالَ: ﴿ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ آمِنِينَ﴾ (٣) يَقصِدُ تَنبيهَهُ بِالقُرآنِ لم يَحنَثْ وَإلا حَنَثَ (٤). فَإنْ حَلَفَ لا يُكلمُهُ حِينًَا فَإنْ لم تَكُنْ لَهُ نِيةٌ (فَهوَ إلى سِتَّةِ أَشهُرٍ) نَصَّ عَلَيهِ (٥)، قَالَ شَيخُنَا: وكَذلِكَ إذا حَلَفَ لا يُكَلِّمُهُ زَمَانًا أو لا يُكَلمُهُ عُمْرًَا أو لا يُكَلِّمُهُ دَهرًَا وكَذلِكَ الحِينُ وَالزَّمَانُ. فأمَّا إنْ حَلَفَ لا يُكَلِّمُهُ الدَّهرَ فَهوَ عَلَى الأَبَدِ. قَالَ: وإذا حَلَفَ لا يُكَلمُهُ مَليًَّا أو طَويِلًا وعِندِي أنَّ مَا وَرَدَ فِيهِ مِنْ تَوقِيتٍ مِنْ ذَلِكَ رَجعَ إليهِ كَالحِينِ (٦). نُقِلَ عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ (أَنهُ سِتةُ أشهرٍ) (٧)، فَأمَّا غَيرُ ذَلِكَ مِنَ الأَلفَاظِ فَإنَّهُ إنْ كَانَ لَهُ نِيَّةٌ، وَإلا حُمِلَ عَلَى أَقَلِّ مَا يَقَعُ عَلَيهِ الاسْمُ مِنَ العُمرِ والدَّهرِ والزَّمَانِ، وكَذلِكَ في قَولِهِ: لا كَلَّمتُكَ بَعيدًَا أو مَلِيًَّا أَو طَوِيلًا فَأمَّا الحقبُ فَقِيلَ في التَّفسِيرِ عَلَى أَنهُ ثَمانونَ سَنَةً (٨). فَإنْ حَلَفَ لا يُكلِّمُهُ شُهورًا. فَقالَ شَيخُنَا: يُحمَلُ عَلَى اثني عَشَرَ شَهرًا، وَعِندِي أَنهُ يُحمَلُ عَلَى ثَلاثَةِ أَشهُرٍ وَكَذلِكَ إذا حَلَفَ لا يُكَلِّمَهُ أَيامًا يُحمَلُ عَلَى ثَلاثةِ أيَّامٍ (٩). وَإنْ حَلَفَ لا يُكَلِّمَهُ إلى حِينِ

(١) الأول يحنث، والثانية: لا يَحنَثْ، انظر: الهادي: ٢٤٧، والشرح الكبير ١١/ ٣١٢.
(٢) الأول: يحنث، والثاني: لا يَحنَثْ، انظر: المغني: ١١/ ٣٠٨.
(٣) الحجر: الآية ٤٦.
(٤) انظر: المغني: ١١/ ٣٠١، والشرح الكبير: ١١/ ٢٤٦ - ٢٤٧.
(٥) انظر: المغني: ١١/ ٣٠٢، والشرح الكبير: ١١/ ٢٤٩.
(٦) () انظر: المغني: ١١/ ٣٠١، والشرح الكبير: ١١/ ٢٥٠.
(٧) هكذا أخرجه الطبري في تفسيره ١٣/ ٢٨٠.
(٨) ورد هذا عن أبي هريرة، وعلي بن أبي طالب، وعبد الله بن عمر، وابن عباس، وسعيد بن جبير، وعمرو بن ميمون، والحسن، وقتادة، والربيع بن أنس والضحاك. انظر: تفسير مجاهد: ٧٢٠، والزهد لابن المبارك: ٩٠، وتفسير عبد الرزاق: ٣/ ٣٨٣ (٣٤٥٦)، (٣٤٥٧)، وتفسير الطبري: ٣/ ٧، وتفسير الوسيط للواحدي: ٣/ ١٥٧، وتفسير البغوي: ٥/ ٢٠١، وتفسير ابن كثير: ٤/ ٦٩٣ - ٦٩٤.
(٩) انظر: الروايتين والوجهين ٢٠٦/ب- ٢٠٧/أ، والمغني ١١/ ٣٠٣ - ٣٠٤، والشرح الكبير١١/ ٢٥٢ - ٢٥٣.

1 / 458