كانت قمامة فعلا!
كتلة متمازجة قبيحة من القماش والألوان والأكياس البلاستيكية، تتموج علوا وهبوطا مع تيار الماء، لكنها ظلت ثابتة في مكانها، بعد أن اشتبكت بأفرع بعض الشجيرات على الضفة.
لم تكن الرؤية واضحة جدا، كان ضوء الشمس يتسرب باهتا، لكن ظلمة الليل كانت لا تزال أكثر انتشارا.
لم تكن الرؤية واضحة جدا، فلم يتذكر الحد الذي اقترب منه. لكنه يتذكر أنه، وفي التالية، كان قد سقط على الأرض، وهو يصرخ بلا انقطاع.
لا بد أن ساقيه كانتا تملكان عقلا خاصا بهما ؛ لأنه لم يفكر كثيرا عندما وجد نفسه يجري في رعب في الاتجاه الآخر.
يثب فوق الحفر الطينية، فتنزلق قدمه ويسقط بوجهه على الأرض الطينية، لم يهتم ببصق فضلات الطين من على فمه، وهو يعاود الجري ويتفادى الحشائش النامية متجها للشارع العام.
كان يجري ويصرخ في هستيريا؛ لذلك بدا له ما جال في خاطره سخيفا جدا في تلك اللحظة. «المروحة تحتاج بعض الزيت.»
عليه ألا ينسى ذلك.
1
قال «إبراهيم» وهو يفتح قارورة «العرقي» الثانية، ويصب بعضا منه في كوب زجاجي: «سأحكي لك كل شيء، فلا تقاطعني من فضلك.»
Неизвестная страница