ظللت تقاوم طيلة هذه الفترة، حتى وصلت للحد الذي ليس بعده منزع؟
لماذا اتصلت بي قبل موتك بلحظات؟ لماذا تصر على سحبي إلى عالمك، حتى بعد أن قررت أن تنهيه بنفسك؟
ما كل هذه الأنانية؟
وأفيق من شرودي فأجدني جالسا في صالة المنزل أشاهد التلفزيون المغلق بعينين لا تريان، وقد بدأ الليل يرخي عباءته على الموجودات، لقد قضيت اليوم متنقلا بين مشرحة المستشفى، وقسم الشرطة أخضع للاستجواب لأفسر لهم، ربما، سبب انتحاره.
يقول لي الشرطي، وهو ينظر لي من أعلى النظارة بعينين مرهقتين: «هل بدر منه في جلسات العلاج النفسي ما يدل على سبب انتحاره؟ ولماذا انتحر؟»
كلا يا سيدي لم يبدر منه شيء من ذلك، كان ثائرا متمردا حانقا لكنه لم يكن انتحاريا، على الأقل هذا ما ظننته، فكما يتضح كنت مخطئا.
تحقيقات الشرطة الأولية تقول إنه قد خاض مشاجرة مع أحد أصدقائه في الداخلية التي يسكنها؛ مما يفسر الرضوض في وجهه وجسده.
لقد رآه بعض الشهود، وهو يلقي بنفسه من على جسر المنشية في الثالثة صباحا، ما يطابق الزمن التقديري لوقت الوفاة. - «متى رأيته أو تحدثت معه آخر مرة؟»
ويقول لي نفس الحافز الخفي الذي شعرته أثناء مكالمتي معه الأخيرة ألا أتحدث عن مكالمتي الأخيرة معه.
لم أحدثه منذ قرابة الشهرين، يا سيدي. لقد اختفي، وبدون سابق إنذار.
Неизвестная страница