كانت أخته تبكي فوضع يده على فمها، واحتضنها عليه بقوة، هناك أصوات أشخاص يتجولون في البهو الخارجي للمنزل. «إنهم الرجال الملثمون» قال في نفسه، وهو يزداد تشبثا بأخته، لا بد أن أمه أحست بدخولهم للمنزل، فخرجت لهم حتى لا يدخلوا للمطبخ ويروهم.
سمع أحدهم يصرخ في وحشية: «تعالي يا عاهرة.»
صوت ضربة مكتومة، وأحدهم يعالج مزلاج البندقية ، وبضع ضحكات ساخرة، قدر أنهم حوالي ثلاثة أو أربعة رجال، من أصوات أقدامهم، وهي تتجول في المكان. كان أحدهم قد دخل إلى المطبخ بالفعل، وسمع صوت الخطوات الثقيلة تتحرك هنا وهناك.
رائحة خانقة فاحت في المكان مع دخول الرجل، مزيج من رائحة صوف الماشية والعرق والبول.
سمع صوت أمه تهتف في الخارج: «أنا لوحدي هنا ليس معي شخص بالمنزل، زوجي في الحقل.»
رد أحدهم ساخرا: «جميعنا سنتزوجك اليوم، يا زغاوية يا غلفاء.»
وأطلق أحدهم سبة بذيئة، ثم راحوا يضحكون في مرح، في الوقت الذي كانت فيه خطوات الرجل في المطبخ تقترب منه، ومعها تزداد رائحة الرجل الكريهة، انكمش على نفسه أكثر، وازداد ضغطه على فم أخته؛ حتى لا تصدر صوتا، حتى خشي أنه سيؤذيها.
أسوأ كوابيسه أن تبكي الآن.
كان يتنفس بصوت عال فكتم أنفاسه.
يبدو أن دهرا قد مر قبل أن يسمع صوت خطوات الرجل تبتعد وتخرج من المطبخ، وكذا اختفت أصواتهم؛ إذ خرجوا جميعهم من القطية.
Неизвестная страница