قال «عمار» وقد سره اهتمامها وطريقة حديثها: «بضع مرات فقط، اطمئني، ليس شيئا يثير القلق.»
قالت، وهي تقطب حاجبيها: «هل فكرت في الذهاب إلى المستشفى؟» - «ذهبت مرة فعلا. وقد قال الطبيب إنني بخير، لم يعرف ما أصابني، قال إنها أعراض نقص السكر في الدم، وقد نصحني بالإكثار منه وتجنب الشمس المباشرة.»
قال «إبراهيم» مقتحما النقاش: «أي سكر؟ هؤلاء الأطباء لا يفقهون شيئا. صدقني عندما أقول لك إنك ممسوس، هذا من تأثير الجن. خالتي أصيبت بذات الأعراض التي تصيبك، وقد حفيت قدماها في مراجعة الأطباء بلا فائدة، اكتشفوا في النهاية بعد وفاتها أن جارتها - تلك الحيزبون - تدفن لها عملا تحت زير الشارع.» - «يا أخي فال الله ولا فالك.»
قال «إبراهيم» بذات الحماس متجاهلا تعليق «هبة» الغاضب: «أعرف شخصا في حلة كوكو يعمل بالقرآن، ويقوم بطرد الجن المتلبس بمبلغ رمزي، يمكنني ترتيب جلسة لك لو أردت.»
قال «عمار» ضاحكا: «مثل جلسات طرد الأرواح الشريرة.» - «شيء من هذا القبيل. وسأكون موجودا لتكبيلك وربما ضربك كذلك، في حال ما إذا قررت الصراخ والانتفاض عند خروج الجن منك.»
ضحك «عمار»، وقال: «لا، شكرا. لا أومن بهذه الأشياء.»
نظرت له «هبة» في تساؤل، وقال «إبراهيم» ممتعضا: «لا تؤمن بالقرآن! أي فاسق أنت ومن أي مباءة جئت؟!» - «لا أقصد هذا. بالطبع أومن به، فقط لا أومن بتحميله أكثر مما يطيق.»
قالت «هبة»: «لن تخسر شيئا إذا قمت بجلسة في كل الأحوال، فلم لا تجرب؟»
وقال «إبراهيم»: «هناك الكثير من الأحاديث المروية عن النبي (
صلى الله عليه وسلم ) عن فضل الرقية الشرعية في فك السحر وطرد الجن من الجسم، سيقرأ عليك القرآن، وسيخرج الجن من طرف أصبع قدمك الأصغر. هذا كل شيء.»
Неизвестная страница