حين أفكر في «عمار» أدرك كم كان القدر مراوغا وظالما معه.
لقد بعثره يا سيدتي بلا ذنب جناه، صنع منه مأساة تمشي على قدمين، وأفقده إيمانه فينا وفي عدل الله.
نعم، كنت أعرف «عمار».
ليس بقدر معرفتك به ربما، لكنني استطعت أن أنفذ خلف أسوار الصمت والغموض التي أحاط بها نفسه، كان كظلمات بحر لجي ليس له قرار، تغشاه الأمواج وتغلف حقيقته.
غامضا كالموت، تعيسا كإبليس، عندما طرد من رحمة الله.
من أين جاء «عمار»؟ وكيف عاش؟
كيف كانت لحظاته الأخيرة؟
هل وجد الراحة التي كان ينشدها؟
هل وجد الأجوبة على تساؤلاته التي طالما أقضت مضجعه، وجعلته كارها لكل شيء؟
فيم كان يفكر وهو يمشي متثاقلا يجرجر قدميه، خارجا من عيادتي لآخر مرة، بعدما عرف ما لم يكن عليه أن يعرفه؟!
Неизвестная страница