Гегель: Очень короткое введение
هيجل: مقدمة قصيرة جدا
Жанры
يؤمن هيجل بأنه قد أثبت استحالة المعرفة دون مفاهيم كونية. لكن هناك نقطتان لدحض حجته يجدر ذكرهما بإيجاز. تشير النقطة الأولى إلى استثناء واضح لقاعدة أن كل مصطلح يميز مجموعة من الأشياء وليس شيئا محددا؛ ألا وهو أسماء الأعلام. فالأسماء «جون دي روكفيلر» و«روزا لوكسمبورج» و«دار أوبرا سيدني» وغيرها من أسماء الأعلام، تميز أشياء محددة. أليس من الممكن أن يصف اليقين الحسي خبرته عن طريق منح كل «هذا» اسم علم؟
يتجاهل هيجل في كتاب «فينومينولوجيا العقل» حقيقة أن أسماء الأعلام هي استثناء لوجهة نظره بشأن اللغة، لكن يمكننا إعطاء تخمين عادل للرد الذي كان سيقدمه؛ ففي كتابه «علم المنطق»، أكد هيجل أن أسماء الأعلام خالية من المعنى، على وجه التحديد لأنها تفتقر إلى الإشارة إلى أي شيء أبعد من الاسم ذاته؛ أي إلى أي شيء كوني. يمكننا أن نتخيل هيجل يقول إن التعبير عن المعرفة المحددة لليقين الحسي باستخدام أسماء الأعلام هو مجرد وضع لمسميات خالية من المعنى لكل «هذا» كان الشخص على وعي به. وتلك المسميات لن تعكس أي شيء.
هذا يقودنا للنقطة الثانية لدحض حجته، التي تسلم بأن معرفة اليقين الحسي قد يستحيل صياغتها باستخدام اللغة ونقلها للآخرين، لكنها تؤكد على الرغم من ذلك أنها معرفة. لماذا ينبغي علينا افتراض أن جميع المعارف يمكن أن يعبر عنها عن طريق الكلمات؟ كثيرا ما أكد المتصوفون استحالة صياغة حقائق الخبرات الروحانية في كلمات، مع أنها أعمق الحقائق على الإطلاق. «لا يمكن أن تفقد الحقيقة أي شيء عند كتابتها.» هكذا قال هيجل، لكن ربما كان هذا الزعم البسيط هو الخطوة الأولى على طريق البعد عن الحقيقة. ألم يكن علينا أن نوقف هيجل ها هنا، ونصر على صحة القول بأن المعرفة نقية للغاية ولا يمكن صياغتها في كلمات؟
يجب أن يرد هيجل على هذه النقطة؛ لأنها تهدد جوهر مشروعه. هو لا ينكر أن هناك شيئا ما لا يمكن الوصول إليه باستخدام اللغة، لكنه يؤكد أن هذا «ليس إلا شيئا غير حقيقي وغير عقلاني، شيئا يعتقد فيه بالكاد وببساطة.» قد أظن تماما أنني أعرف ما أقصد، حتى لو لم أستطع أن أصيغه في كلمات، لكن في الحقيقية هذه ليست معرفة، بل هي رأي ذاتي وشخصي محض. والرأي ليس معرفة، ولا يصبح معرفة إلا عندما يتم الإفصاح عنه.
يوضح هيجل وجهة نظره عن طريق استغلال المعاني المتعددة للكلمة الألمانية
meinen ؛ أي: يعتقد أو يقصد، والاسم المرتبط بها
Meinung ، الذي يعني «رأي». فإذا ما تجاهلنا هذه الطريقة في وضع الفلسفة باستخدام التورية، فلن يتبقى سوى زعم وليس حجة. ومع ذلك، يستحق هذا الزعم - أن الشيء الذي لا يمكن نقله للآخرين من حيث المبدأ لا يمكن أن يكون معرفة - التصديق إلى حد معقول.
يمكننا الآن النظر لتحليلنا للزعم القائل بأن هذا الشكل البدائي من أشكال الوعي يمثل المعرفة الحقيقية. حاولنا تحديد نوع المعرفة التي يمكن امتلاكها باستخدام وعي لا يفعل شيئا سوى إدراك الشيء الذي أمامه في أي وقت. لكن المحاولة باءت بالفشل؛ لأن الحقائق التي توصل إليها هذا الشكل من أشكال الوعي ثبت أنها إما أكاذيب واضحة أو شيء شخصي محض لا يمكن التعبير عنه مطلقا. في كلتا الحالتين لا يمكن قبول هذه الحقائق المزعومة على أنها معرفة.
وهكذا برهن اليقين الحسي أنه غير كفء. تحققت النتيجة من الداخل، كما وعدنا هيجل في مقدمته؛ أي كل ما لزم لإظهار عدم كفاءة اليقين الحسي هو أخذ مزاعمه على عواهنها ومحاولة جعلها أكثر دقة. لم يستسلم اليقين الحسي إلى شكل منافس من أشكال الوعي، بل انهار نتيجة عدم ترابطه الذاتي. في الوقت نفسه، ومرة أخرى كما وعدنا هيجل في المقدمة، لم تكن هذه النتيجة مجرد نتيجة سلبية؛ فقد قادتنا إلى إدراك استحالة معرفة الأشياء المحددة الخالصة، ومن ثم ضرورة وضع الخبرات الحسية المحددة في شكل من أشكال النظم المفاهيمية بحيث يصنف ما نختبره وفقا لجانب كوني، وهكذا يصبح من الممكن نقل خبرتنا عبر اللغة. إذا كنا نسعى للتوصل إلى المعرفة، فلا يمكننا أن نختبر الأشياء على نحو سلبي، بل يجب أن نسمح لعقولنا بأن تضطلع بدور أكثر فاعلية في ترتيب المعلومات التي نتلقاها من حواسنا. وهكذا فإن الشكل التالي من أشكال الوعي الذي يتناوله هيجل هو شكل يحاول من خلاله الوعي بفاعلية أن ينشئ نوعا من الوحدة والترابط من البيانات الأولية التي يتلقاها عبر تجربته الحسية.
ظهور الوعي الذاتي
Неизвестная страница