Моя дорогая жизнь

Нала Дарби d. 1450 AH
77

Моя дорогая жизнь

حياتي العزيزة

Жанры

تجاهلت ما قالته. «إذن ماذا تفضلين أنت؟» «إنني أحب كل أشكال الموسيقى.» «لكن يجب أن تفضلي بعض الأشكال على الأشكال الأخرى.»

لم تقل شيئا واكتفت بواحدة من ابتساماتها الصغيرة. كانت ابتسامة يشوبها بعض التوتر، وكانت تشبه تلك الابتسامة التي تمنحها، على سبيل المثال، للعم جاسبر وهي تسأله عن رأيه في طعام العشاء، وإن كانت هذه الابتسامة تنم عن قلق أكبر. وكان في الغالب تقريبا يعبر لها عن استحسانه، لكن مع إبداء بعض الملاحظات؛ فكان يقول: جيد، لكنه حار بعض الشيء، أو تنقصه بعض التوابل، وربما كان يقول إنه يحتاج إلى مزيد من النضج، أو إنها قد تركته ينضج لفترة طويلة. وذات مرة قال: «إنه لا يروق لي.» ورفض أن يفصح عن السبب، وتلاشت ابتسامتها ومطت شفتيها وسيطرت على أعصابها بنحو بطولي.

ماذا كان يحتوي هذا العشاء؟ أعتقد أنه كان كاري، لكن ربما اعتقدت كذلك لأن والدي لم يكن يفضله، بالرغم من أنه لم تكن تصدر عنه أي شكوى عندما كان يطهى. وقد نهض زوج خالتي وصنع لنفسه سندوتشا من زبدة الفول السوداني، وتأكيده على رأيه هو ما كان يرقى لمستوى الشكوى. ولم تكن خالتي تهدف إلى إثارة استفزازه من خلال تقديم أي نوع من الطعام، وربما كان هناك شيء غير مألوف قليلا في إحدى المجلات وبدا بمثابة وجبة جيدة. وحسبما أتذكر، تناول العم جاسبر وجبته عن آخرها قبل أن يصدر حكمه؛ لذا فما كان يحركه ليس هو الشعور بالجوع، لكنها الحاجة إلى التفوه بعبارة تنم بصورة تامة وقوية عن عدم استحسانه لنوع الطعام المقدم له.

يخيل إلي الآن أنه ربما يكون قد حدث شيء خطأ بالمستشفى في ذلك اليوم؛ فربما توفي أحدهم، ولم يكن من المفترض أن يحدث ذلك، وربما لم تكن المشكلة تكمن في الطعام على الإطلاق، لكني لا أعتقد أن ذلك قد خطر على ذهن الخالة دون، وإن حدث ذلك بالفعل، فإنها لم تفصح عن شكوكها؛ فقد كانت آسفة بشدة على ما حدث. •••

في ذلك الوقت، كانت الخالة دون تواجه مشكلة أخرى، ولكني لم أدركها إلا فيما بعد؛ فقد كانت لديها مشكلة مع الزوجين اللذين يقطنان في المنزل المجاور. لقد انتقلا إلى منزلهما الجديد في نفس الوقت الذي قدمت فيه أنا تقريبا إلى منزل خالتي. كان الزوج هو المفتش على مدرسة المقاطعة، وكانت الزوجة معلمة موسيقى، وقد كانا تقريبا في نفس عمر الخالة دون، وكان يصغران العم جاسبر. ولم يكن لديهما أطفال أيضا، مما جعلهما يتفرغان للحياة الاجتماعية. كما أنهما كانا في مرحلة التعرف على مجتمع جديد يبدو فيه كل شيء مشرقا وبسيطا؛ ومن هذا المنطلق، فقد دعوا الخالة دون والعم جاسبر إلى منزلهما لتناول بعض المشروبات. كانت الحياة الاجتماعية لخالتي وزوجها محدودة للغاية، ومعروف في المدينة أنها كذلك، حتى إن خالتي لم تعتد أن ترد بالرفض لأي دعوة من قبل؛ وهكذا، وجدا أنفسهما يزورانهما، ويتناولان المشروبات معهما ويتجاذبان أطراف الحديث، وأتخيل أن العم جاسبر قد راقت له تلك المناسبة، على الرغم من أنه لم يغفر لخالتي فداحة جرمها بقبول دعوة هذه الزيارة.

والآن قد أصبحت خالتي في مأزق؛ فقد أدركت أنه حينما يدعوك أحد لمنزله وتذهب بالفعل، فمن المفترض أن ترد أنت أيضا له الدعوة؛ فتقدم له المشروبات وكذلك القهوة في المقابل، وليس ثمة داع لإعداد طعام لهم. لكن حتى ذلك القدر الضئيل المطلوب لم تدر كيف تقدمه. لم يجد زوج خالتي ما يعيب الجيران، لكنه ببساطة لا يحبذ استضافة شخص غريب في منزله، تحت أي ظرف.

ثم لاحت إمكانية لحل تلك المعضلة من خلال الأخبار التي أحضرتها إليها؛ فالموسيقيون الثلاثة الذين كانوا سيأتون من تورونتو - والذين من بينهم مونا بالطبع - كانوا سيقدمون عرضهم في مبنى البلدية لليلة واحدة فقط، وتصادف أنها تلك الليلة التي سيكون فيها العم جاسبر خارج المنزل ويضطر للبقاء خارجه لوقت متأخر بعض الشيء؛ فهي ليلة الاجتماع والعشاء السنويين العامين لأطباء المقاطعة. وهي ليست بوليمة، وكانت الزوجات غير مدعوات.

كان الجاران ينويان حضور الحفل الموسيقي، وكان لزاما عليهما هذا، إذا ما وضعنا في الاعتبار مهنة الزوجة. لكنهما وافقا على رد الزيارة بمجرد أن ينتهي الحفل الموسيقي، لتناول القهوة والأطعمة الخفيفة، وأن يلتقوا - وهو الأمر الذي جاوزت به خالتي حدودها - الموسيقيين الثلاثة الذين سيأتون للزيارة أيضا ويمكثون لبضع دقائق.

لا أدري القدر الذي أفصحت عنه خالتي بشأن علاقتها بمونا كاسل. وإن كان لديها القليل من حسن التقدير، فمن المفترض ألا تكون قد أفصحت عن شيء. وحسن التقدير هو شيء تتمتع بالكثير منه معظم الوقت، وأنا على ثقة من أنها قد أوضحت بالفعل أن زوجها لن يتمكن من الحضور في تلك الليلة، لكنها ما كانت لتتجاوز حدود المنطق وتخبرهما بأنه ينبغي أن يخفى أمر ذلك اللقاء عنه. وماذا عن إخفائه عن برنيس التي تعود لمنزلها في وقت العشاء، وبالقطع ستشتم رائحة تلك الترتيبات؟ لا أدري. والأهم من هذا كله كيف استطاعت خالتي توجيه الدعوة للعازفين؟ هل كانت على اتصال بمونا طوال الوقت؟ لا ينبغي أن أفكر على هذا النحو؛ فليس من شيمها بالقطع أن تخدع زوجها هكذا على مدى طويل.

أتخيل أنها قد تصرفت بتهور وكتبت رسالة وذهبت بها إلى الفندق الذي كان يقيم فيه أفراد الفرقة؛ فلم يكن لديها عنوانهم في تورونتو.

Неизвестная страница