Жизнь Востока: страны, народы, прошлое и настоящее
حياة الشرق: دوله وشعوبه وماضيه وحاضره
Жанры
ولما أخذ اليونان بالعقائد قسموا أربابهم إلى درجتين الأولى والثانية، وأنصاف الآلهة من الثانية وهم عظماء الرجال مثل هرقل وأبولون، أما آلهة الدرجة الأولى فهم زحل وتيتان وستاوسريسه.
وقد نسجوا بخيالهم الشعري أساطير وقصصا من أغرب ما تصوره العقل، وهذه الأساطير هي أساس الميتولوجيا اليونانية، وقد نظمها هوميروس في قصيدة الإلياذة الخالدة، وهناك تقرأ أسماء جوبيتر وفينوس ونبتون وغيرها .
ولم تنقرض الوثنية من العالم الشرقي على الرغم من ظهور اليهودية والمسيحية والإسلام، فإن الهنود الوثنيين لا يزالون براهمة وبوذيين. والبراهمة أنكروا نبوة البشر، ومنهم الزهاد الذين يهجرون اللذات الطبيعية، وأصحاب الرياضة المطلقة، وأصحاب التناسخ، وأصحاب الرياضة الفاعلة. والدين البرهمي يعلم بوجود إله واحد، فإن لهم آلهة أخرى يسجدون لتماثيلها، وقد انشق عن برهم ثلاثة آلهة أخرى، وهم برهمة وفشنو وسيڤا. ويعتقدون أن آدم وحواء لما تجاوز نعيمهما الحد حكم عليهما أن لا يعيشا إلا من عملهما وكسبهما، وأن الأرواح بعد الموت تتناسخ فتمر من جسد إلى جسد. وإذا تأملت إلى ذلك الثالوث البرهمي وجدت أن برهمة يرمز به إلى الخلق، وبفشنو إلى الخير، وبسيڤا إلى الشر، وقد يقولون برهمة هو الموجد وفشنو هو الحافظ وسيڤا هو المهلك.
3
ويعتقدون بأن هؤلاء الآلهة لا بد لكل واحد منها أن يتجسد بهيئة من الهيئات، فهم دائما يترقبون ظهور آلهة متجسدة كالإله الذي يسمونه ديبور ويزعمون أنه عاش منذ خمسمائة سنة وينسبون إليه العجائب.
وروى رومان رولان المؤلف الفرنسي الشهير المقيم الآن ببلدة فيلنيف على شاطئ بحيرة جنيڤ؛ أن راما كريشنا المتصوف الهندي الشهير ولد من علاقة أمه بإله ظهر لها وباشرها وأولدها هذا الولي العظيم (الكتاب في ثلاثة مجلدات وظهر سنة 1929 و1930 على التوالي).
ولهذه العقيدة معابد عظيمة في كل بلاد الهند، ومنها معبد الإلهة كالي الذي بلغ من الفخامة والضخامة والغنى وجمال الزينة ما لم يبلغ هيكل آخر. وفي أحضان هذه الإلهة نشأ وتربى الولي راما كريشنا الذي تتلمذ له فيفيكنندا الذي كان أعظم من ظهر في الهند من رجال الإصلاح، وكان له شأن عظيم في مؤتمر الأديان الذي عقد بمدينة واشنطون سنة 1893 وهو خليفة راما كريشنا السالف الذكر.
البوذيون
أما البوذيون فهم أتباع جوتاما بوذا الذي له أخبار طويلة وقصص، ووقف كثيرون من علماء أوروبا وقتهم وعلمهم على درس تاريخه وأعماله، ومن أهم ما كتب عنه كتاب «البوذا وحياته وتعليمه وأصحابه» تأليف أولدنبرج أستاذ بجامعة كيال، ونقله إلى الفرنسية فوسيه بباريس، طبع الكان سنة 1921. وقد حقق فيه مولد بوذا في حديقة لومبيني «ص95»، حيث يوجد عمود كتب عليه: «هنا ولد سعيد السعداء!» وتكلم على عهد بناريس تلك المدينة المقدسة عند الهنود. وكانت غاية بوذا إصلاح الدين البرهمي، فجاء إلى أورڤيلا حيث يقطن ألف من البراهمة ويشعلون النار المقدسة تبعا لأمر الڤيدا ويتوضئون في نهر نيرانجارا «ص131»، فدنا بوذا من المكان الذي يقطنه ملك الثعابين وسحقه بقوته فأعجب به البراهمة ودعوه أن يقضي الشتاء معهم فلبى دعوتهم وأخذ يظهر الكرامات والمعجزات، فآمن به رئيسهم كسابا ولكنه لم يستطع ترك أديان أجداده فأظهر له بوذا المعجزة الكبرى وهي أن حدثه بما يجول في خاطره، فسجد أمامه كسابا وإخوته وآمنوا به. وسواء صح أن جوتاما بوذا كان ملكا ابن ملك ترك العرش والزوجة والولد وهو في مقتبل العمر ليحارب الموت والألم والفقر، أم كان زاهدا مصلحا خلا بنفسه للعبادة والتجرد حتى قويت نفسه على الكفاح الذي استعد له؛ فإنه لا نزاع في أن البوذية التي سبقت المسيحية بستة أو سبعة قرون كان لها شأن عظيم في الشرق الأوسط والشرق الأقصى، فقضت تقريبا على تعاليم البراهمة ونقلت ملايين الناس من البرهمية المستبدة المظلمة إلى عقيدة أفضل وأرقى. ومن العجيب أن جوتاما بوذا ظهر في سنة 623 قبل المسيح كما أن النبي محمدا
صلى الله عليه وسلم
Неизвестная страница