قال السيد تشامبرلين بصوت عملي: «لم لا نتوقف هنا قليلا؟ فالأرض تزداد ابتلالا قرب الجدول.»
في ذاك المكان الذي تحيط به الظلال جزئيا قبل الجدول شعرت بالبرد، واجتاحني قلق عنيف بشأن ما سيحدث لي، حتى إن ما كان بين ساقي من حرارة وارتجاف اختفى، وتخدر كما لو أن قطعة من الثلج وضعت عليه. فتح السيد تشامبرلين سترته وأرخى حزامه ثم فتح سحاب بنطاله وأزاح ملابسه الداخلية وأخرج عضوه الذكري أمامي، وقال وكأنه يقصد إخافتي: «بخ!»
لم يكن عضوه مثل العضو المتدلي من تمثال داود، كان منتصبا أمامه، وهو الشيء الذي أعرف من قراءاتي أنه طبيعي. كان لعضوه رأس، مثل عيش الغراب، وكان لونه أحمر مائلا إلى الأرجواني. وبدا شكله فظا أحمق، بالمقارنة مثلا مع أصابع اليدين والقدمين، بقدرتها الذكية على التعبير، أو حتى بالمقارنة مع المرفق أو الركبة. لم يبد مخيفا بالنسبة لي، رغم أنني ظننت أن هذا ما كان يقصده السيد تشامبرلين، وهو يقف هناك بنظرته الفاحصة المراقبة، ويداه تباعدان بين طرفي البنطال ليظهر عضوه لي. بدا لي شيئا فظا مسلوخا، ذا لون قبيح كأنه لون جرح، بدا لي ضعيفا ولعوبا وساذجا، مثل حيوان بأنف طويل يضمن شكله القبيح المشوه حسن النية. (عكس ما يوحي به الجمال عادة.) ومع ذلك، لم يجعلني المشهد أسترد الإثارة التي كنت أشعر بها. بدا أنه لا علاقة لي به على الإطلاق.
كان مستر تشامبرلين لا يزال ينظر إلي ويبتسم وهو يضع يده حول هذا الشيء، ثم بدأ يحرك يده لأعلى وأسفل، ليس بقوة شديدة وإنما في إيقاع فعال منظم. فارتخى وجهه، ولاحت في عينيه اللتين كانتا لا تزالان مثبتتان علي نظرة زجاجية. وبالتدريج، يكاد يكون بتمرس، زاد من سرعة يده؛ وأصبح الإيقاع أقل نعومة. وجثا على ركبتيه وعلا صوت أنفاسه وأصبحت غير منتظمة، بعد أن زادت سرعة يديه بجنون وأخذ يتأوه وكاد جسمه ينثني للأمام في انقباضات مؤلمة. كان وجهه المرتعش الذي ينظر إلي به، من وضعه المنحني، أعمى وكأنه قناع مثبت على عصا، وتلك الأصوات اللاإرادية الصادرة عنه كأنها أنات إنسان يحتضر في أنفاسه الأخيرة، ولكنها في الوقت نفسه كانت تبدو أصواتا مسرحية. في الواقع، كان الأداء برمته - وسط فروع الأشجار المزهرة الهادئة - يبدو مصطنعا ومبالغا فيه بصورة متوقعة كرقصة هندية. لقد قرأت من قبل عن وصول الجسم لمراحل متطرفة من المتعة، ولكن هذه التعبيرات لا تبدو مساوية لهذا الجهد المضني الرهيب المتعمد الجنوني الذي رأيته يبذله الآن أمامي. وظننت أنه إن لم ينل قريبا مراده، فسوف يموت. ولكن بعد ذلك أطلق نوعا جديدا من الآهات، هي الأعلى صوتا والأكثر استماتة من بين كل ما سبق؛ وكانت آهاته مرتعشة وكأن شخصا ما يضربه على حنجرته. وبمعجزة، اختفى كل ذلك الصوت تماما وتحول إلى همس ضعيف مستكين ممتن أثناء خروج ذلك السائل الأبيض منه وسقوطه على طرف تنورتي. بعد ذلك، وقف السيد تشامبرلين على قدميه مرة أخرى وهو يرتجف لاهث الأنفاس وأعاد ملابسه كما كانت وأخرج منديلا ومسح يديه ثم مسح تنورتي. «إنك سعيدة الحظ؟ أليس كذلك؟» قالها وهو يضحك لي برغم أنه لم يسترد أنفاسه بالكامل بعد.
كيف يمكن لرجل بعد هذا التشنج، بعد هذه المجاهرة، أن يضع منديله في جيبه ثم يتأكد من غلق سحاب بنطاله ويسير عائدا - وهو لا يزال محتقن الوجه - من الطريق الذي أتينا منه؟
لم يتكلم إلا في السيارة عندما جلس للحظة يستجمع شتات نفسه قبل أن يدير مفتاح السيارة.
قال: «منظر جميل، أليس كذلك؟»
كان المشهد الطبيعي يبدو مصطبغا بلون الجماع، فاترا وغير ذي معنى، ولعل السيد تشامبرلين نفسه قد شعر ببعض الكآبة أو القلق؛ إذ إنه جعلني أنزل إلى أرضية السيارة حين دخلنا المدينة من جديد، ثم أنزلني في مكان منعزل ينخفض فيه الطريق بالقرب من محطة السكك الحديدية الكندية. لكنه لم ينس طبيعته فقد ضربني على منفرج ساقي بقبضته كما لو كان ينقر على ثمرة جوز هند ليتأكد أنها سليمة. •••
كان ذلك هو الظهور الختامي الذي ودعني به السيد تشامبرلين، كما كان يجب أن أخمن. رجعت البيت ظهرا لأجد فيرن تجلس على المائدة في غرفة الطعام التي كانت جاهزة لتناول الغداء، وسمعت أمي تصيح من المطبخ كي يعلو صوتها فوق صوت هراسة البطاطس. «لا يهم ما يقول أي شخص. إنكما لم تتزوجا أو تخطبا، فلا شأن لأحد بهذا؛ فحياتك تخصك أنت وحدك.»
قالت فيرن وهي تحرك خطابا بيدها تحت أنفي: «هل تريدين أن تري خطابي الغرامي الصغير؟»
Неизвестная страница