وقالت: «كم نحن حمقى!»
أين كان العم كريج وقتها؟ كان يكتب بحماس خلف نوافذه المغلقة وستائره المنسدلة.
وكانت لفائف التبن المسحوق أيضا كما تركتها عندما انتهت زيارتي، ولكن الآن كان الرجال يسيرون على بقايا التبن وهم يرتدون حللا داكنة كالغربان الطويلة ويتبادلون أطراف الحديث، وكان إكليل من الزنابق البيضاء معلقا على الباب الأمامي الذي كان مفتوحا جزئيا. أتت ماري آجنس وهي تبتسم فرحا، وجعلتني أقف ساكنة وهي تربط وشاحي وتربطه مرة أخرى. كان المنزل والفناء مكتظين بالناس، وجلس الأقارب من تورونتو في الشرفة، وبدت الطيبة واضحة على وجوههم، لكنهم كانوا معزولين عن بعض بإرادتهم فكل منهم يجلس على حدة. أجبرت على الذهاب والتحدث إليهم وأنا أتحاشى تماما النظر إلى النوافذ التي تقع خلفهم خوفا من رؤية جثة العم كريج. وخرجت روث ماكوين وهي تحمل سلة من الخيزران مليئة بالورود ووضعتها على حافة الشرفة.
وقالت: «ثمة ورود أكثر مما يحتمل المنزل.» كما لو كان ذلك شيئا سيحزننا جميعا، وتابعت: «فرأيت أن أضعهم هنا بالخارج.» كانت شقراء متحفظة يبدو عليها الجزع والشحوب - فهي بالفعل عانس. كانت تعلم أسماء الجميع، وقدمتني أنا وأمي لرجل وزوجته من جنوبي البلاد. كان الرجل يرتدي سترة بدلة فوق رداء سروالي.
وقالت المرأة بفخر: «لقد أعطانا تصريح الزواج.»
قالت أمي: إنها يجب أن تدخل إلى المطبخ، وتبعتها وأنا أفكر في أنه على الأقل من المستحيل أن يكونوا وضعوا جثة العم كريج هناك حيث تفوح روائح القهوة والطعام. وكان الرجال في الردهة أيضا يقفون كجذوع الأشجار التي يتعين عليك أن تشق طريقك خلالها. وكان بابا الغرفة الأمامية مغلقين ووضعت أمامهما سلة من نبات الدلبوث.
كانت العمة مويرا - التي كانت متشحة بالثياب السوداء كما لو أنها سارية ضخمة - تقف عند مائدة المطبخ تعد فناجين الشاي.
وقالت: «لقد عددت الفناجين ثلاث مرات، وفي كل مرة أحصل على رقم مختلف.» كما لو كان ذلك سوء حظ خاص بها وحدها لا يصيب غيرها، وتابعت: «عقلي لا يستطيع العمل اليوم، ولا يمكنني الوقوف على قدمي أكثر من ذلك.»
أما العمة إلسبيث التي كانت ترتدي مئزرا رائعا مكويا بعناية به زخرفة من الشاش الأبيض، فقد قبلتني أنا وأمي وقالت وهي تتراجع متنهدة كما لو أنها أحرزت إنجازا: «إن جريس بالأعلى ترطب عينيها. لا يمكننا تصديق ذلك، الكثير من الناس حضروا إلى هنا! أخبرتني جريس أنها تعتقد أن نصف سكان المقاطعة هنا، فقلت لها: ماذا تقولين؟ نصف سكان المقاطعة؟ لن أتفاجأ إذا حضر كل سكان المقاطعة! ولكننا نفتقد هيلين، لقد أرسلت باقة من الزنبق.»
فقالت بلهجة عملية وهي تنظر إلى الفناجين: «يا إلهي! يجب أن يكون هناك عدد كاف، كل الفناجين الأنيقة لدينا وفناجين المطبخ وتلك التي اقترضناها من الكنيسة!»
Неизвестная страница