ارتمت جالسة على سريرها بقوة حتى إنها أحدثت فجوة كبيرة في الفراش. تذكرت هذه الحشية وتذكرت كيف كنت أنا وناعومي نتدحرج إلى المنتصف حين أبيت الليل عندها ثم نصحو ونحن نركل وننطح بعضنا. «أنا حامل! لا تنظري إلي تلك النظرة الحمقاء؛ فالجميع يفعل هذا. لكن ليس الجميع على القدر نفسه من سوء الحظ فيحملن. الجميع يمارس الجنس، إنه يصبح معتادا مثل إلقاء التحية على الآخرين.» استلقت بظهرها على الفراش ووضعت يديها خلف رأسها بينما قدماها لا تزالان على الأرض، وأخذت تحدق في المصباح وقالت: «هذا المصباح يعج بالحشرات.»
قلت: «أعرف هذا، لقد مارسته أنا أيضا.»
اعتدلت في جلستها قائلة: «حقا؟ مع من؟ جيري ستوري؟ كلا، إنه لا يعرف كيف يفعلها. جارنيت؟» «نعم.»
عادت لتستلقي مرة أخرى وقالت بنبرة شك: «كيف وجدت الأمر؟» «جيدا.» «إنه يتحسن بمرور الوقت. في المرة الأولى تألمت كثيرا، لم تكن مع سكوت أيضا. لقد كان يضع واقيا ذكريا. ألم رهيب! كان يجدر بنا أن نستخدم الفازلين. لكن من أين كنا سنأتي بفازلين هناك بين الشجيرات في منتصف الليل؟ أين كانت مرتك الأولى؟»
أخبرتها عن زهور الفاونيا وعن الدم الذي سقط على الأرض وعن قصة القط والطائر. تمددنا بعضنا بجوار بعض على السرير على وجهينا وأخذنا نحكي بعضنا لبعض كل شيء، كل التفاصيل الفاضحة، بل إنني حكيت لناعومي بعد كل هذا الزمن ما حدث مع السيد شامبرلين، وكيف كانت تلك هي المرة الأولى التي أرى فيها هذا الشيء وأرى ما فعله به. أخذت تضحك وتضرب الفراش بقبضتها قائلة: «يا إلهي! لم أر حتى الآن أي أحد يفعل هذا.» لكنها بعد برهة، عادت لتكتئب مرة أخرى ونهضت من على الفراش، وأخذت تحدق في بطنها. «لكنك برغم هذا محظوظة، لا بد أن تبدئي في استخدام وسيلة ما، عليك أن تكوني حذرة، فلا شيء مضمون على أية حال، وتلك الواقيات الذكرية القديمة البالية تتمزق في بعض الأحيان. عندما عرفت أنني حامل، تعاطيت الكينين، والدردار الأحمر، وأخذت أبتلع تلك الملينات اللعينة والعناب، وجلست في حمام الخردل حتى ظننت أني سأتحول إلى إصبع نقانق، لا شيء من هذا يفيد.» «ألم تسألي أمك؟» «كانت فكرة حمام الخردل فكرتها، إنها لا تعرف الكثير كما تدعي.» «لست مضطرة للزواج، يمكنك أن تذهبي إلى تورونتو ...» «بالطبع، ويجري إيداعي في إحدى دور جيش الخلاص. المجد للمسيح!» ارتعشت وأضافت بشكل لا يتفق إطلاقا مع ما قالته قبل قليل عن الخردل والكينين: «على أية حال، لا أظن أنه من الصواب أن أعطي طفلي لغرباء كي يربوه.» «حسنا، لكن إذا لم تكوني ترغبين في الزواج ...» «من قال إنني لا أريد هذا؟ لقد جمعت كل هذه الأشياء لأنني كنت أريد الزواج. إن المرأة تكتئب دائما عندما تحمل للمرة الأولى بفعل الهرمونات. كما أنني أعاني من إمساك لعين.»
رافقتني إلى الخارج حتى الرصيف، ثم وقفت هناك تجول ببصرها عبر أرجاء الشارع وهي تسند يديها على فخذيها وتدفع بطنها للأمام كي تبرز من تنورتها القديمة ذات النقش المربع. تخيلتها زوجة، وأما شابة متسلطة ومرهقة ومشبعة تخرج بحثا عن أبنائها، تناديهم كي يأووا إلى الفراش أو لتصفف شعورهم في جدائل أو لتتدخل في حياتهم بأي شكل آخر. ثم قالت لي بحرارة: «وداعا يا من لم تعودي عذراء.»
وعندما وصلت إلى منتصف المربع السكني تحت مصابيح الشارع إذا بها تصيح: «يا ديل!» ثم أتتني تعدو بشيء من الخرق وهي تلهث وتضحك، وعندما اقتربت مني وضعت يديها على جانبي فمها وقالت بهمس وكأنها تصيح: «لا تأمني كذلك للانسحاب قبل القذف!» «لن أفعل!» «فأولئك الأوغاد لا يسحبونه قط في الوقت المناسب!»
ثم ذهبت كل منا في طريقها، بعد أن استدرنا ولوحنا لبعضنا مرتين أو ثلاث مرات بمبالغة ساخرة كما كنا نفعل دوما. •••
بعد العشاء ذهبت مع جارنيت إلى ثيرد بريدج للسباحة. مارسنا الحب أولا على الأعشاب الطويلة بعد أن بحثنا في المنطقة حتى وجدنا مكانا خاليا من الأشواك، ثم أخذنا نسير بارتباك يحتضن أحدنا الآخر عبر طريق يتسع لشخص واحد وكنا بين الحين والآخر نتوقف لنتبادل القبلات. لقد تغيرت نوعية قبلاتنا عن الماضي كثيرا، أو على الأقل تغير جارنيت؛ فتحول من القبلات التواقة الشغوفة إلى قبلات بغرض الإرضاء وبث الطمأنينة، ومن التوسل إلى العطاء. بل وكم أصبح بإمكانه أن يستعيد نفسه بسرعة من الحالة التي يكون فيها بعد أن يصرخ بالطريقة التي يصرخ بها وتدور عيناه لأعلى ويرتعش جسده كله ويغوص في داخلي بعنف! وأحيانا كنت أسأله بعد أن يستعيد أنفاسه بالكاد بماذا كان يفكر فيقول لي: «كنت أفكر كيف أصلح شكمان الشاحنة ...» لكن هذه المرة عندما سألته، أجاب: «كنت أفكر متى سنتزوج.»
كانت ناعومي قد تزوجت وسكنت في تابرتون، في ذلك الوقت كنا قد تجاوزنا ذروة فصل الصيف، وذبلت ثمار أشجار السمن، وانخفض منسوب مياه النهر - بعد أسابيع لم تشهد سوى هطول قليل من الأمطار - ليكشف عن أشباه جزر مليئة بالأعشاب التي تنمو في المياه والتي بدت متماسكة بما يكفي للسير عليها.
Неизвестная страница