قالت ناعومي بحزن: «لا تعرفينه، إنه من تابرتون. كلا إنه من باري أصلا، لكنه الآن يعمل خارج تابرتون.» «ماذا يعمل؟» طرحت هذا السؤال من باب اللباقة وإبداء الاهتمام، لكن ناعومي تجهمت له. «حسنا، إنه ليس عبقريا فذا أو شيئا من هذا القبيل، فهو لم يرتد الجامعة. إنه يعمل فنيا لتصليح الخطوط في شركة بيل للتليفون. اسمه سكوت جايجن.» «سكوت ماذا؟»
تهجتها قائلة: «جايجن. لا بد أن أعتاده فسيصير اسمي. ناعومي جايجن. قبل أربعة أشهر، لم أكن قد سمعت بهذا الاسم من قبل . عندما قابلته كنت أواعد شخصا مختلفا تماما هو ستيوارت كلايمور. بعد أن تركته ابتاع سيارة جديدة من طراز بلايموث. تعالي معي إلى الطابق العلوي سأريك أشيائي.»
صعدنا درجات الطابق العلوي ومررنا من أمام غرفة أبيها. «كيف حاله؟» «من، هو؟ هناك فجوات كثيرة في رأسه حتى إن الطيور بدأت تبيض فيها.»
ظهرت أمها أعلى السلم الخلفي ورافقتنا إلى غرفة ناعومي.
وقالت: «قررنا أن نكتفي بزفاف بسيط، ما لزوم حفلات الزفاف الضخمة؟ ما هي إلا للتباهي.»
قالت ناعومي: «لا بد أن تكوني وصيفتي في العرس، فأنت أقدم صديقاتي.» «متى سيكون العرس؟»
قالت أمها: «بعد أسبوع من السبت المقبل. سنقيمه في الحديقة تحت التعريشة إذا ما كان الجو مناسبا. سنقترض بعض الكراسي من الكنيسة المتحدة وستأتي المأكولات من شركة دبليو إيه، ولن نحتاج الكثير منها. سيكون عليك أن تشتري فستانا يا عزيزتي، فستان ناعومي أزرق مائل إلى اللون الرمادي، أريها فستانك يا ناعومي. سيناسبك اللون الأرجواني الداكن كثيرا.»
أرتني ناعومي فستانها والفستان الذي ستغادر به إلى بيت عريسها وملابسها الداخلية وقميص نومها الذي سترتديه ليلة العرس. ابتهجت قليلا وهي تريني هذه الأشياء، ثم فتحت خزانة تخزن فيها أغراض زواجها وخزانة أخرى، وفتحت بعض الأدراج وأخرجت بعض الصناديق من الدولاب، وأرتني كل الأشياء التي اشترتها لتفرش وتؤثث بها المنزل. أخذت أفكر بائسة في أن كوني وصيفة العروس يلزمني بأن أقيم لها حفل هدايا، وأن أزين لها كرسيا بأشرطة من قماش وردي رقيق، وأن أزيل قشرة الخبز من الشطائر، وأن أقطع الفجل الأحمر على شكل ورود والجزر على شكل أشرطة ملفوفة. كانت قد اشترت أكياس وسائد غير مزخرفة وزينت كل واحدة منها بأكاليل الزهور وسلال الفاكهة وتماثيل لفتيات صغيرات يرتدين أغطية رأس ويحملن أواني الري. قلت وأنا أشعر بحزن على أيامنا الخوالي التي قضيناها في المكتبة بعد انتهاء اليوم الدراسي: «ستعطيك بيلا فيبين وسادة دبابيس.»
سرت ناعومي لهذه الفكرة وقالت: «ليتها تكون خضراء، أو صفراء، أو برتقالية؛ لأن هذه هي الألوان التي سأستخدمها في تزيين المنزل.» وأرتني مناديل المائدة التي خاطتها بالكروشية بهذه الألوان، وبعضها قامت بتقويتها بمحلول من الماء والسكر كي تنتصب حوافها على شكل سلال.
نزلت أمها إلى الطابق السفلي فطوت ناعومي جميع الأشياء وأعادتها إلى أدراجها وصناديقها وقالت لي: «إذن ماذا سمعت عني؟» «ماذا؟» «أعرف أن هناك كثيرا من الناس الثرثارين في هذه المدينة.»
Неизвестная страница