فالرافعي عند الأستاذ جورج إبراهيم لم يكذب، ولكنه أخطأ التقدير والنظر، وعندنا أن عدم علم الأستاذ جورج أن صلة ما كانت بين الرافعي وفلانة بعد الزورة الأولى لا ينفي أن الصلة كانت حقيقة ولم يعلم بها، فحديثه من ثم لا ينفي شيئا ولا يثبته، ويبقى بعد ذلك ما يستنبط من الرأي على هامش القصة.
وقريب مما يرويه الأستاذ جورج، ما تستنبطه جريدة المكشوف في بيروت في حديث تناولت به بعض ما نشرنا من قصة حب الرافعي. •••
وتعقيب ثان توجه به صديقنا الأستاذ فؤاد صروف - محرر المقتطف - على ما رويناه، قال:
لقد سمعت هذه القصة من الرافعي كما رويتها، فما أشك في صحة ما تكتب، ولكني أسأل: هل كانت «فلانة» تبادل الرافعي الحب ...؟
هاك خبرا يدعوك معي إلى هذا السؤال: في يناير من سنة 1934 - أو 1935 - دعتني «فلانة» إلى مقابلتها، فلما شخصت إليها رأيت في وجهها لونا من الغضب، فدفعت إلي رسالتين من رسائل الحب بعث بهما الرافعي إليها لأرى رأيي فيهما، ثم قالت: ماذا تراني أفعل لأذود عن نفسي؟ أتراني أتقدم في ذاك إلى القضاء؟
قال الأستاذ صروف: «فاعتصمت بالصمت من لا ونعم، وتركت لها أن تستشير غيري، ولست أدري ما كان بعد ذلك!»
قلت: وهذه رواية جديرة بأن تذكر - ومعذرة من ذكرها إلى الأستاذ صروف - على أنها لا تدل على شيء في هذا المقام أكثر من أن فلانة لم يكن يروقها في سنة 1934 أن يتحبب إليها الرافعي، فماذا كان أمره وأمرها قبل ذلك بعشر سنين؟
أيكون لهاتين الرسالتين اللتين يتحدث عنهما الأستاذ صروف صلة بما كان في نفس الرافعي من يقين بأنه سوف يلقى فلانة ليصل ما انقطع من حبال الود بعد عشر سنين من يوم القطيعة.
19
أعني: هل حاول الرافعي - بعد عشر سنين من القطيعة - أن يعيد ما كان بهاتين الرسالتين فلم يصادف قلبا يستجيب لدعائه؟
Неизвестная страница