152

وانطلق أبو بكر يبكي فقالت له :

« والله لأدعون عليك في كل صلاة اصليها .. » (1)

( فما كان أشدها كلمات أخف من وقعها ضربات السيف! مادت الارض تحتهما ، ودارت كالرحى حتى سارا من هول ما لقيا يترنحان. وغادرا الدار وقد خبا أملهما في رضا زهراء الرسول ، وعلما مدى الغضب الذي أثاراه عليهما في قلبها ومدى السخط الذي باءا به ) (2)

وحقا لأبي بكر أن يبكي ويحزن من غضب سيدة النساء عليه فقد قال رسول الله صلى الله عليه وآلهوسلم لها :

« إن الله يغضب لغضبك ، ويرضى لرضاك » (3)

لقد ضاقت الدنيا على أبي بكر ، ولاذ بدموعه ليخفف بها آلامه واحزانه فقد فاته رضاء بضعة الرسول صلى الله عليه وآلهوسلم الذي هو من رضاء الله

كل هذه الحوادث كانت بمرأى من الامام الحسن ومسمع فكان لها الاثر في موطن شعوره فقد جعلته واجدا على من تقمص حق أبيه وناقما على من احتل مركزه

شجون الزهراء

وطافت بوديعة النبي صلى الله عليه وآلهوسلم موجات من الهموم والاحزان

Страница 160