122

الله حي لا يموت ... وتلا قوله تعالى : ( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ).

وتلقى الجمهور مقالة أبي بكر بالإذعان ، وراحوا يلهجون بالآية واسرع عمر الى تصديق مقالة أبي بكر ولم يبد اية معارضة له ، واحتف به ، وسار معه يشد عضده ، ويحمي جانبه.

ولا بد لنا من وقفة قصيرة امام هذه البادرة الغريبة فانها تدعو إلى التساؤل من عدة امور وهي :

1 هل صحيح ان عمر قد خفي عليه موت الرسول صلى الله عليه وآلهوسلم ؟؟ والقرآن الكريم قد أعلن أن كل انسان لا بد أن يتجرع كأس الحمام قال تعالى : ( كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون ) وقال تعالى في نبيه : ( إنك ميت وإنهم ميتون ) وقال تعالى : ( أفإن مات أو قتل ) الآية ، بالاضافة الى أن الرسول صلى الله عليه وآلهوسلم قد نعى نفسه غير مرة الى المسلمين وأخبرهم بأنه يوشك أن يدعى فيجيب ، وكان عمر نفسه يقول لأسامة قبل وفاة النبي صلى الله عليه وآلهوسلم : مات رسول الله وأنت علي أمير.

2 ما هو السر في تهديده وتوعيده لمن أرجف بموت رسول الله صلى الله عليه وآلهوسلم ؟ ولما ذا ينكل رسول الله المرجفين؟ فهل أن قولهم ارتداد عن الدين او خروج عن حظيرة الاسلام كي يستحقون تقطيع الأيدي والأرجل؟

ان من امعن النظر في هذه الحادثة يتضح له المقصود من فعل عمر وهو اشغال الناس عن مبايعة أي انسان قبل مجيء أبي بكر. إن عمر لم يكن من البلهاء والأغبياء كي يخفى عليه موت الرسول صلى الله عليه وآلهوسلم وان حماسه البالغ وقيامه بعمليات التهديد والتوعيد ، وسكون

Страница 130