============================================================
الجرس، وعلت(1) كلمة الإيمان فأضحت لها بعد الابتدال (2) آية الحرس، ل وأسمعت دعوة الحق ما حولها من الجبال فسمعت وهي صم، ولبت(3) الداعي بلسان الصدى الناطق عن شوامخها الشم وكانت هذه القلعة المذكورة للثغور الإسلامية بمنزلة الشجا في الحلق (والتشويه في الخلق)(4) والغلة في الصدر، والخسوف الطارىء على طلعة البدر لا تجلو(5) من غل تضمره في لين يظهره، وغدر يستره في غدر تورده وتصدره. وقد سكن أهلها إلى مخادعة الجار، وموادعة التتار، وممالأتهم على الإسلام بالنفس والمال، ومساواتهم لهم حتى في السرى(3) والحال، يهدونهم(1) بالهدايا والألطاف، ويدلونهم على عورات الأطراف، وهم يثقون بمسالمة الأيام، ويدعون أن قلعتهم لم تزل من الحوادث في ذمام. ويغترون بها ولولا السطوات الشريفة لحق لمثلها أن يغتر، ويسكنون إلى حصانتها كلما أومض في ظل السحب برق ثغرها المفتر. وهو حصن صاعد متحدر بارز مستتر(8) لا يطأ إليه السالك إلا علىا المحاجر، ولا تنظره العيون حتى تبلغ القلوب الحناجر، كأنه في ضمائر الجبال حب يقبل(4) وهو كامن، ويحرف الظاهر وهو باطن، قد أرخت عليه الجبال الشواهق ذوابها101) ، ومذت عليه الغمائم أطنابها ومضاربها، وقد تنافست فيه الرواسي الرواسخ، فأخفاه بعضها عن بعض، وتقاسمته العناصر فهو/116/ للنكاية والرفعة والثبات ومجاورة الفرات مشترك بين النار والهوى(11) والماء والأرض .
وقد امتدت الفرات من شرقها(12) كالسيف في كف طالب ثار، واكتنفها من جه الغرب نهر آخر استدار نحوها كالسور وانعطف معها كالسوار. وفي قبله(13) قلتها جبل يرد الطرف وهو كليل، ويضل النظر في تخيل(14) هضابه فلا يهتدي إلىا تصورها بغير دليل، وكذلك من شرقها وغربها فلا تنظرها الشمس(15) وقت (1) في تاريخ السلاطين : "وعلت بها" .
(2) في تذكرة النبيه : "فقدت لها بعد ذلك الابتذال" .
(3) في تاريخ السلاطين : "وليث" .
(4) ما بين القوسين ليس في تاريخ السلاطين.
(5) هكذا في الأصل، والصواب: "تجلو" أو "تخلو".
(7) في تاريخ السلاطين: "يمدونهم".
(6) في تاريخ السلاطين : "الزي" .
8) في تاريخ السلاطين : "متخدر بارزه مستديره" . (9) في تاريخ السلاطين : "خبء يقتل".
(10) في تاريخ السلاطين : "ذوائبها" .
(11) الصواب: "الهواء".
(12) في تاريخ السلاطين : "شرقيها". (13) في تاريخ السلاطين : "قنة" .
(14) في تاريخ السلاطين : "ويصل النظر إلى تخيل" .
(15) في تاريخ السلاطين : "الشمس ولا القمر" .
Страница 99