ابن تيمية ﵀ في تفسير هذه الآية: وبهذا يتبيَّن أن كثيرًا من الأحبار والرهبان والعلماء والعُبَّاد يأكلون أموالَ الناسِ بالباطل، ويَصدُّون عن سبيل الله، وأن العالم الذي يعتقد الاعتقادَ في المسائل الخبرية والعلمية والعابد الذي يتعبَّدُ لنفسه إن لم يَسلُكا السبيلَ المشروعة وإلّا كان كلٌّ منهما متبعًا لهواه (^١).
ولهذا قال سفيان بن عيينة: كانوا يقولون من فسد من علمائنا ففيه شبه من اليهود، ومن فسد من عبادنا ففيه شبه من النصارى (^٢).
ولذا تجد كثيرًا من هذه الجماعات الحركية الإسلامية السياسية يتنافسون في جمع الصدقات، وقد أفتوا بفتاوى باطلة، فمنهم من يُجيز الاستثمار في الزكاة، ومنهم من يجيز دفع الزكاة للانتخابات، ومنهم من يجيز بناء المساجد والمدارس بأموال الزكاة، وهناك من العلماء من ينتظر نسبته المالية من جمع الصدقات.
ومن تلك الطوائف أناس سلكوا مسلك طلب العلم وتركوا طلب الرزق ظنًا منهم بأن طلب الرزق يعارض طلب العلم، أو فيه تنقص في وصف طالب العلم، أو يعتقدون أن لهم حق في أموال الناس، فينتظرون من يتصدق عليهم.
وهؤلاء أشبه بالعُبّاد المتصوفة، فمن نظر إلى حال الصحابة ﵃ عرف بطلان ما عليه هؤلاء.
_________
(^١) جواب الاعتراضات المصرية على الفتيا الحموية (ص ٩٩).
(^٢) مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية (١/ ١٩٧).
1 / 4