Хашият Тартиб
حاشية الترتيب لأبي ستة
وحكمة النهي في ذلك أن في طلب الموت قبل حلوله نوع اعتراض ومراغمة للقدر، وإن كانت الآجال لا تزيد ولا تنقص فإن تمني الموت لا يؤثر في زيادتها ولا نقصها ولكنه أمر قد غيب عنه.
قال النووي: في الحديث تصريح بكراهة تمني الموت لضر نزل به من فاقة أو محنة بعدو ونحوه من مشاق الدنيا، فأما إذا خاف ضررا أو فتنة في دينه فلا كراهة فيه لمفهوم هذا الحديث، وقد فعله خلائق من السلف لذلك، وفيه أن من خاف ولم يصبر على الضر وتمنى الموت لضر نزل به فليقل الدعاء المذكور، قلت: ظاهر الحديث المنع مطلقا والاقتصار على الدعاء مطلقا، لكن الذي قاله الشيخ لا بأس به لمن وقع منه التمني ليكون له عونا على ترك التمني، انتهى.
ولعل المراد بالدعاء المذكور عندهم ما يدعو به مشايخنا من نحو قولهم: (اللهم أحينا إذا كانت الحياة زيادة لنا في كل خير، وأمتنا إذا كان الموت راحة <1/85> لنا من كل شر). وفي السؤالات الإشارة إلى ذلك عند قوله: سؤال: فإن قال أي: شيء خير للمؤمن أن يحييه الله أو يميته؟ إلى آخره، ثم رأيت في كتاب الضياء ما هو صريح في ذلك عندنا أيضا حيث قال: "وعن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم : "لا يتمنى أحدكم الموت، يدعو به إلا أن يكون قد وثق بعمله، ألا وإن المؤمن يزداد إحسانا في أجله إن أصابته سراء شكرها فازداد بها خيرا، وإن أصابته ضراء صبر عليها فكانت خيرا"، ومن قال: إنه يهلك في بقية أجله فقد كذب النبي صلى الله عليه وسلم"، انتهى.
<1/86> الباب الثاني عشر
في القدر والحذر والتطير
<1/87> قال في الضياء: "القدر فيه لغتان، تقول العرب: قدر الله وقدره بفتح الدال وجزمها وسكونها وهو القضاء المؤقت، إلى آخره، وفيه بعض إشارة إلى ما في بعض كتب قومنا من الفرق بين القضاء والقدر.
Страница 84