وأما الاختلاف ، فقوله تعالى: {قالت الاعراب ءامنا قل لم تومنوا ولكن قولوا أسلمنا} [الحجرات:14] بمعنى استسلمنا في الظاهر، فأراد بالإيمان هاهنا تصديق القلب فقط، وبالإسلام الاستسلام ظاهرا باللسان والجوارح، وفي حديث جبريل عليه السلام لما سأله عن الإيمان فقال صلى الله عليه وسلم : "أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله، وبالبعث بعد الموت، وبالحساب وبالقدر خيره وشره، فقال: فالإسلام؟ فذكر الخصال الخمس"، فعبر بالإسلام عن تسليم الظاهر بالقول والعمل، وفي حديث سعيد: أنه صلى الله عليه وسلم أعطى رجلا عطاء ولم يعط الآخر، فقال له سعيد: يا رسول الله تركت فلانا لم تعطه وهو مؤمن؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أو مسلم؟ فأعاد عليه فعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم . وروي أيضا: "أنه سئل، وقيل: أي الأعمال أفضل؟ فقال: الإسلام، فقيل: أي الإسلام أفضل؟ فقال: الإيمان"، وهذا دليل على التداخل، وهذا وفق الاستعمال في اللغة، فإن الاستسلام المطلق إذا حصل استسلمت الجوارح والقلب جميعا، فإذا للترادف والتداخل والتباين وجه صحيح في اللغة على ما قررناه، وإطلاق في الشرع كما حققناه، انتهى.
<1/66> قوله: «من أهل نجد» في الصحاح: النجد ما ارتفع من الأرض، إلى أن قال: ونجد من بلاد العرب، وهوخلاف الغور، والغور هو تهامة، وكل ما ارتفع من تهامة إلى أرض العراق فهو نجد وهو مذكر، إلى آخره.
قوله: «ثائر الرأس» أي مرتفع الشعر ومنتفشه لإهماله، كذا في غريب الموطأ، وفي الصحاح: وثارت نفسه: جأشت، ورأيته ثائر الرأس إذا رأيته وقد أشعن شعر رأسه وثار ثائره أي: هاج غضبه إلى آخره، وقال في محل آخر أشعنن شعره اشعنانا وهو شعنان الرأس إذا كان ثائر الرأس أشعث.
Страница 64