قوله: _«المسيخ الدجال» هو بالخاء المعجمة فيما رأيناه من النسخ، وصوابه بالحاء المهملة كما في الصحاح حيث قال في باب الحاء المهملة في فصل الميم: والميسح عيسى عليه السلام، والمسيح الكذاب الدجال، إلخ.
وفي كلام بعضهم ما نصه ومما سبيله أن يخفف وهم يثقلونه قوله عليه السلام في الدعاء: (وأعوذ بك من شر المسيح الدجال) قد أولعت العامة بتشديد السين وكسر الميم ليكون فيما زعموا فصلا بين مسيح الضلالة وبين مسيح ابن مريم عليه السلام، وليس ما ادعوه بشيء، وكلاهما مسيح مفتوح الميم خفيف السين، فعيسى مسيح بمعنى ماسح، فعيل بمعنى فاعل لأنه كان إذا مسح ذا عاهة عفي، والدجال مسيح فعيل بمعنى مفعول لأنه ممسوح إحدى العينين.
<1/63> الباب التاسع
في الإيمان والإسلام والشرائع
<1/64> قوله: «في الإيمان والإسلام والشرائع» الظاهر أنه أراد بالشرائع دين الإسلام.
ثم اعلم أن هذه الألفاظ الثلاثة أعني: الدين والإيمان والإسلام، يؤخذ من كلام أصحابنا الاختلاف فيها، هل هي بحسب الشرع مختلفة المفهوم متحدة بمعنى أنه لا يوجد أحدها بدون الآخر، فلا يوجد مثلا مسلم بدون مؤمن، ولا مؤمن بدون مسلم، وهو الذي يدل عليه جواب النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل عليه السلام حين جاءه في صورة أعرابي فسأله عن الإيمان والإسلام كما هو مشهور؟، أو هي ألفاظ مترادفة لمعنى واحد وهو ما أمر الله عباده أن يطيعوه به وهي العبادات المعتبرة، وهو الذي صرح به في السؤالات حيث قال: "الإيمان والإسلام والدين معناها واحد"، واستدل لذلك بآيات فليراجع. وهو الذي صرح به صاحب الوضع أيضا حيث قال: ودين الله تعالى هو الإسلام، وقال أيضا: والدين والإيمان والإسلام أسماء مختلفة لشيء واحد هو طاعة الله إلى آخره.
Страница 62