وذكر في الإيضاح في حق المجلس وفي الأثر قال صلى الله عليه وسلم: "إذا حضرت الجنازة وحضر مجلس العلم فإذا كان للجنازة من يتبعها ويدفنها فإن حضور مجلس العالم أفضل من ألف جنازة، وعيادة ألف مريض، ومن قيام الليل، وصيام ألف يوم، وصدقة ألف درهم، ومن ألف حجة سوى حجة الفريضة، وألف غزوة سوى الغزوة الواجبة تغزوها في سبيل الله بمالك ونفسك، وأنفع هذه المشاهد من شهد مجلس العلم، أما علمت أن الله يطاع بالعلم، ويعبد بالعلم، وخير الدنيا والآخرة مع العلم، وشر الدنيا والآخرة مع الجهل، فقال رجل: فقراءة القرآن يا رسول الله؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ويحك وما قراءة القرآن بغير علم، وما الحج بغير علم، وما الجهاد بغير علم، أما بلغك أن السنة تقضي على القرآن، والقرآن لا يقضي على السنة". إلى آخره.
قوله: «وإن العلم لينزل بصاحبه في موضع الشرف، إلى آخره» قال في السؤالات: "وحكي عن ابن الأعرابي أنه قال: دخلت البادية فلقيت رجلا من أهلها، فقال: ما أدخلك باديتنا هذه؟ فقلت له: طلب العلم، فقال له: أي بني عليك به فإنه زين في المجلس، وشرف في النسب، وأنس في السفر، وزيادة في المروءة، وأنشأ يقول إلى آخره.
قوله: «تعلموا العلم قبل أن يرفع، ورفعه ذهاب أهله» ومثله ما روي في الأثر عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: عليكم بالعلم قبل أن يرفع، ورفعه بأن تهلك رواته، والذي نفسي بيده ليودن رجال قتلوا في سبيل الله شهداء أن يبعثهم الله عز وجل علماء لما يرون من كراماتهم، وإن أحدا لم يولد عالما، وإنما العلم بالتعلم، انتهى".
قوله: «فقه في الدين» قال العلقمي: "أي فهمه الأحكام الشرعية إما بتصورها والحكم عليها، وإما باستنباطها من أدلتها، كل ميسر لما وهبه".
Страница 34