135

وقد اختلف في هذه العقد؛ فقيل: هو على الحقيقة وأنه كما يعقد الساحر من يسحره، وأكثر من يفعله النساء تأخذ إحداهن الخيط فتعقد منه عقدة وتتكلم عليه بالسحر فيتناثر المسحور عند ذلك، ومنه قوله تعالى: {ومن شر النفاثات في العقد}[الفلق:3]، وعلى هذا فالمعقود شيء عند قافية الرأس لا قافية الرأس نفسها، وهل العقد في شعر الرأس أو في غيره؟ الأقرب الثاني إذ ليس لكل أحد شعر، ويؤيده ما ورد في بعض طرقه: "إن على رأس كل آدمي حبلا". ففي رواية ابن ماجة ومحمد بن نصر من طريق أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا: "على قافية رأس أحدكم حبل فيه ثلاث عقد" ولأحمد من طريق الحسن عن أبي هريرة بلفظ: "إذا نام أحدكم عقد على رأسه بجرير"، ولابن خزيمة وابن حبان من حديث جابر مرفوعا: "ما من ذكر ولا أنثى إلا على رأسه جرير معقود حين يرقد"، إلى أن قال: (والجرير) بفتح الجيم وهو الحبل، إلى أن قال: وقيل: هو المجاز كأنه شبه فعل الشيطان بالنائم بفعل الساحر بالمسحور، فلما كان الساحر يمنع بعقده ذلك تصرف من يحاول عقده كان هذا مثله من الشيطان للنائم.

<1/142> وقيل: المراد به عقد القلب وتصميمه على الشيء كأنه يوسوس له بأنه بقي من الليل قطعة طويلة فيتأخر عن القيام، وانحلال العقد كناية عن علمه بكذبه فيما يوسوس به، وقيل: العقد كناية عن تثبيط الشيطان للنائم بالقول المذكور، ومنه عقدت فلانا عن امرأته أي منعته عنها، وعن تثقيله عليه النوم كأنه قد شد عليه شدادا، وقال بعضهم: المراد بالعقد الثلاث الأكل والشرب والنوم لأن من أكثر الأكل والشرب كثر نومه. واسبعده المحب الطبري لأن الحديث يقتضي أن العقد تقع عند النوم فهي غيره.

Страница 136