265

============================================================

وقد أجيب عن ذلك بأن التقدير: مما يتلى عليكم حكم السارق والسارقة فاقطعوا أيديهما، فاالسارق والسارقة): مبتدأ ومعطوف عليه، والخبر محذوف؛ وهو الجار والمجرور، و (اقطعوا): جملة مستأنفة؛ فلم يلزم الإخبار بالجملة الطلبية عن المبتدأ، ولم يستقم عمل فعل من جملة في مبتدأ مخبر عنه بغيره من جملة أخرى، ومثله: (زيذ فقير فأعطه) و: (خالد مكسود فلا تهنه)، وهذا قول تود (آل عمران: 30) الآية أنه لا يمتنع اجتماع القراء على أحد الجائزين وإن كان مرجوحا(1) لقوله تعالى: وجمع التتمس (القيامة: 9) والمختار: جمعت الشمس؛ لكون الفاعل مؤنثا غير حقيقي بلا فصل وهذا غريب (قوله وأجيب إلخ) حاصل الجواب: أن ذلك ليس من باب الاشتغال بالاتفاق، نعم اختلف في المانع عن دخوله في الباب فقط سيبويه من جهة أن الفعل من جملة والاسم السابق من أخرى فلا يصح تفريغ الفعل وتسليطه على الاسم؛ وذلك شرط هذا الباب وعند المبرد من جهة أن الفاء السببية متوسطة بين الاسم والفعل فهما وإن كانا في جملة واحدة، لكن لا يصح التفريغ والتسلط فلا يوجد الشرط أيضا؛ لأن الفاء لا يعمل ما بعدها فيما قبلها كذا أفيد (قول محذوف) أي: جوازا (قوله واقطعوا جملة مستأنفة) فيه إشارة إلى أن الفاء استثنافية لا عاطفة؛ لأن الراجح امتناع عطف الإنشاء على الخبر وعكسه (قوله ولم يستقم) أي: لم يجز عمل فعل وهو هنا فعل الأمر أعني: أقطع المتصل به واو الجماعة من جملة وهي الجملة المستأنفة بالفاء أعني: مجموع اقطعوا في مبتدأ وهو السارق مخبر عنه أي: عن ذلك المبتدأ بغيره أي: بغير ذلك الفعل أي: الجملة الحاصلة منه ومن فاعله؛ وذلك الغير هو الجار والمجرور في مما يتلى عليكم، ولا شك أنه من جملة أخرى غير جملة اقطعوا فإذا كان كذلك، فكيف يكون من باب الاشتغال ليرد نقضا (قوله وهو قول سيبويه) وهو متعين عنده؛ وذلك لأن الفاء لا تدخل عنده في الخبر في نحو: هذا المثال، فإنه يمتنع زيادة الفاء في خبر المبتدأ موصولا بفعل أو ظرف وصلة أل (1) ولعل ذلك اشتماله على حكمة يعلمها الله تعالى. منه.

347)

Страница 347