Хашия на Тафсир Байдави
حاشية محيي الدين زاده على تفسير القاضي البيضاوي
Жанры
وادعوا شهداءكم من دون الله فإنه أمر بأن يستعينوا بكل من ينصرهم ويعينهم. والشهداء جمع شهيد بمعنى الحاضر أو القائم بالشهادة أو الناصر أو الإمام وكأنه سمي به لأنه يحضر النوادي وتبرم بمحضره الأمور إذ التركيب للحضور إما بالذات أو بالتصور. ومنه قيل للمقتول في سبيل الله: شهيد لأنه حضر ما كان يرجوه أو الملائكة بالشهادة أو الناصر أو الإمام لأنه جعل الدعاء بمعنى الاستعانة وهي إنما تكون من الناصر.
ومعنى النصرة متحقق في الجميع. وجعل الشهداء جمع شهيد مثل: فقيه وفقهاء وظريف وظرفاء مع احتمال كونه جمع شاهد مثل: شاعر وشعراء بناء على أن الأول أولى لاطراد فعلاء في فعيل دون فاعل. ثم إن الشهيد مشهور في معنى الحاضر ومنه قوله تعالى: أو ألقى السمع وهو شهيد [ق: 37]. وكذا في معنى الشاهد أي القائم بالشهادة ويكون بمعنى الناصر أيضا حيث يقال: أنا شهيده وشاهده أي ناصره ومعينه. ذكر الإمام الواحدي في تفسير قوله تعالى: وادعوا شهداءكم أنه قال ابن عباس رضي الله عنهما: يعني أعوانكم وأنصاركم الذين يظاهرونكم على تكذيبكم. وسمى أعوانهم شهداء لأنهم يشاهدونهم عند المعاونة. ويكون بمعنى الإمام أيضا كما في قوله تعالى: ونزعنا من كل أمة شهيدا [القصص: 75] نقل عن الراغب أنه روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه فسر الشهداء في هذه الآية بالأعوان، وروي عن مجاهد أنه قال: معناه الذين يشهدون لكم، وعن غيرهما أنه قال: معناه أئمتكم. ولما كان في وجه إطلاق الشهيد على الإمام نوع خفاء قال المصنف: «وكأنه سمي به لأنه يحضر النوادي» أي المجالس والمحافل وهو جمع النادي وهو مجلس القوم ومتحدثهم. قوله: (وتبرم) أي تحكم وتؤكد الأمور بمحضره أي بحضوره فكان حضوره هو الحضور الكامل المتعد به المستحق لأن يسمى حضورا وأن يسمى حاضره شهيدا. والظاهر أن الناصر أيضا إنما يسمى شهيدا لذلك فإن تمام الأمر إنما يحصل بحضوره. قوله: (إذ التركيب الخ) تعليل لصحة استعمال لفظ الشهيد في المعاني المذكورة يعني أن تركيب لفظ الشهيد موضوع للحضور، إما بالذات بأن تكون ذات الشخص ونفسه حاضرة كما في ما عدا المعنى الثاني، فإن المتبادر من إطلاق الحاضر هو الحاضر بذاته وشخصه، وأن تسمية الناصر والإمام بالشهيد لابتناء تمام الأمور على حضورهما بذاتهما كما مر. وإما بالتصور والقلب كما في المعنى الثاني، فإن القائم بالشهادة إنما يسمى شهيدا لكونه مخبرا بما شاهده شهود علم وإيقان فإن مبنى الشهادة المتعارفة هو الحضور بالقلب وتبين المشهود به. فإذا قال: أنا شاهد بهذا الأمر يكون معناه أنا عارف به متصور له وأخبر به عن علم وشهود قلب، وإن كان ذلك بطريق المعاينة. وكلمه «من» في قوله: «ومنه» قيل:
للمقتول في سبيل الله شهيد للتبيين أي ولأجل أن التركيب للحضور إما بالذات أو بالتصور
Страница 396