331

Хашия на Тафсир Байдави

حاشية محيي الدين زاده على تفسير القاضي البيضاوي

Жанры

سببه اضطراب أجرام السحاب واصطكاكها إذا حدتها الريح من الارتعاد. والبرق ما يلمع من السحاب من برق الشيء بريقا وكلاهما مصدر في الأصل ولذلك لم يجمعهما.

يجعلون أصابعهم في آذانهم الضمير لأصحاب الصيب وهو وإن حذف لفظه وأقيم الرعد هو الصوت المسموع من السحاب إذ فيه روايات كثيرة منها ما روي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه قال: الرعد ملك وكله الله سبحانه وتعالى بسياقة السحاب فإذا أراد الله تعالى أن يسوقه إلى بلد أمره فساقه فإذا تفرق عليه زجره بصوته حتى يجتمع كما يرد أحدكم ركابه ثم قرأ ويسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته [الرعد: 13] وعن علي وابن عباس رضي الله عنهم أن الرعد اسم ملك يسوق السحاب. وقال مجاهد رحمه الله:

الرعد اسم الملك ويقال لصوته أيضا رعد. وروي أن الملك إذا اشتد غضبه على السحاب طارت من فيه النار وهي الصواعق. وروي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سمع الرعد وصواعقه قال: «اللهم لا تقتلنا بغضبك ولا تهلكنا بعذابك وعافنا قبل ذلك» قوله: (إذا حدتها الريح) أي ساقتها من الحدود وهو السوق. يقال: حدوت الإبل حدوا وحداء. ويقال للشمال حدواء لأنها تحدو السحاب أي تسوقه. قوله: (من الارتعاد) يعني أن الرعد مشتق من الارتعاد وهو الاضطراب فإنهم قد يردون المجرد إلى المزيد إذا كان المزيد أعرف بالمعنى الذي اعتبر في المشتق كالوجه من المواجهة. وقيل: كلمة «من» هذه اتصالية أي هما من جنس واحد يجمعهما الاشتقاق من الرعدة وكذا الحال في قوله: من برق الشيء بريقا فإنه أيضا إما من قبيل إلحاق الأخفى بالأعرف. أو أن كلمة «من» اتصالية والمعنى أنهما من جنس واحد يجمعهما الاشتقاق من البرق، يقال: برق بروقا أي تلأ، والاسم البريق. قوله: (ولذلك) أي ولكون الرعد والبرق مصدرين في الأصل لم يجمعهما يقال: رعد يرعد رعدا وبرق يبرق برقا كلاهما من باب نصر.

قوله: (وهو وإن حذف لفظه) جواب عما يقال: من أنه كيف جمع الضمائر الثلاثة مع أن المذكور قبلها إنما هو لفظ صيب وهو مفرد فلا وجه لإرجاع ضمير الجمع إليه؟ وتقرير الجواب أن الضمائر المذكورة راجعة إلى أصحاب الصيب لما مر من أن تقدير الكلام كمثل ذوي صيب والمضاف وإن كان محذوفا لفظا إلا أن معناه باق فعول على بقاء معناه في إرجاع ضمير الجمع إليه كما عول حسان رضي الله عنه في تذكير ضمير «يصفق» مع أن المذكور قبله إنما هو لفظ «بردى» وهو مؤنث على بقاء معنى المضاف المقدر. فإن التقدير يسقون ماء بردى لأن المسقى إنما هو ماء بردى لا نهر الماء، وكان القياس أن يقال: «تصفق» بتأنيث الفعل لأن الألف التي في بردى ألف التأنيث وبردى اسم نهر بدمشق، والبريص موضع بالشام وقيل هو شعبة من بردى. يمدح ملوك الشام الغسانيين بأنهم يسقون من ورد هذا

Страница 337