Хашия на Тафсир Байдави
حاشية محيي الدين زاده على تفسير القاضي البيضاوي
Жанры
الحقير دون الصغير فالعظيم فوق الكبير ومعنى التوصيف به أنه إذا قيس بسائر ما يجانسه قصر عنه وحقر بالإضافة إليه. ومعنى التنكير في الآية أن على أبصارهم نوع غشاوة ليس مما يتعارفه الناس وهو التعامي عن الآيات ولهم من الآلام العظام نوع عظيم لا يعلم كنهه إلا الله.
فيمتنع اجتماعهما. ولما كان الحقير دون الصغير وأخس منه كان العظيم فوق الكبير وأشرف منه لأن الكبير مع جثته قد يكون حقيرا من حيث إنه لا تقابل بين الكبر والحقارة حتى يمتنع اجتماعهما، بخلاف العظيم فإنه يمتنع أن يكون حقيرا لكون عظم القدر وحقارته متضادين فيمتنع اجتماعهما. فيكون توصيف العذاب بالعظيم أبلغ في تهويل شأنه بالنسبة إلى توصيفه بالكبر لأن العظيم يمتنع كونه حقيرا للتضاد بينهما، والكبير لا يمتنع كونه حقيرا وما يمتنع كونه حقيرا وهو العظيم فوق ما لا يمتنع كونه حقيرا وهو الكبير. قوله: (ومعنى التوصيف به) لما كان وجه توصيف العذاب بمعنى الألم الفادح لكونه عظيما لا يخلو عن خفاء بين أن معنى توصيفه به أن العذاب المتعلق بهم إذا قيس بسائر ما يجانسه في كونه عذابا كان ذلك المجانس قاصرا حقيرا بالنسبة إلى ما تعلق بهم. قوله: (ومعنى التنكير في الآية) يريد أن التنكير في كل واحد من غشاوة وعذاب للنوعية، فإن المقصود بيان وجه التنكير في كل واحد منهما لا في تنكير عذاب وحده ولذلك قال: «في الآية» ولم يقل «فيه»، فإنه لو قال:
«ومعنى التنكير فيه» لانصرف الضمير إلى ما هو بصدد تفسيره فقط. قال صاحب الكشاف رحمه الله: ومعنى التنكير أن على أبصارهم نوعا من الأغطية غير ما يتعارفه الناس وهو غطاء التعامي عن آيات الله سبحانه وتعالى ولهم من بين الآلام العظام نوع عظيم لا يعلم كنهه إلا الله عز وجل، وأطلق التنكير ولم يقل: «ومعنى التنكير فيه» لئلا ينصرف إلى ما هو بصدد تفسيره. والتنكير في الموضعين وإن احتمل كونه للتعظيم بأن يكون المعنى وعلى أبصارهم غشاوة أي غشاوة ولهم عذاب أي عذاب ويكون توصيفه بالعظيم للتأكيد كما في «مضى أمس الدابر» إلا أن حمل التنكير على النوعية في قوله: عذاب عظيم أظهر من حمله على التعظيم بناء على أن التعظيم يستفاد من تصريح وضعه الدال عليه بجوهر لفظه وصيغته وتنكيره أيضا. والوصف المشتمل على هذه الأمور الثلاثة كاف في تعظيم العذاب فينبغي أن يحمل تنكيره على التنويع ليفيد الكلام فائدة زائدة غير التعظيم، وإذا حمل تنكير العذاب على التنويع حمل تنكير غشاوة أيضا عليه ليناسب العقوبة العاجلة والآجلة، وذكر لفظ التعامي الدال على أنهم باختيارهم أظهروا من أنفسهم العمى مع عدم اتصافهم به في الواقع فإن نحو «تمارض»، و «تغافل» معناه أنه أرى نفسه مريضا وغافلا وليس به ذلك. والحال أنهم في الواقع عند تغطي الأبصار وختم القلوب والأسماع لا اختيار لهم في حدوث هذه الصفات
Страница 252