90

Война и мир

الحرب والسلم (الكتاب الأول): إلياذة العصور الحديثة

Жанры

فقالت الكونتيس: انتظري برهة.

ازداد صوت ناتاشا ارتفاعا، وقد تأكدت من أن رعونتها هذه لن تسبب لها أي عقاب: أماه، ماذا سيقدم لنا قبل انتهاء الطعام؟

كان بيتيا الضخم وسونيا لا يكادان يكبتان ضحكتهما، أما ناتاشا فقد قالت لأخيها مباهية - وهي تطيل التحديق في وجه بيير: ها قد سألتها!

قالت ماري دميترييفنا مجيبة: ستقدم «البوظة»، لكنك لن تطعمي منها.

ولما كانت ناتاشا متأكدة من أنها لن تعاقب، تجرأت على الصمود أمام «التنين» بالذات، قالت: أية «بوظة» يا ماري دميترييفنا؟ إنني لا أحبها مع الفانيليا. - بل ستكون بالجزر!

فصاحت العابثة - بصوت أقرب إلى الصراخ: غير صحيح! أي نوع من «البوظة» يا ماري دميترييفنا؟ أي نوع؟ أريد أن أعرف.

فانفجر السامعون بالضحك اعتبارا من ماري دميترييفنا نفسها، وحتى الكونتيس التي كبتت ما في نفسها، ولم يكن جواب «التنين المرعب» هو الذي أثار تلك العاصفة الهوجاء من الضحك، بل كانت جرأة الفتاة الخبيثة، التي عرفت كيف تصمد أمام «التنين» في غير وجل، هي السبب.

ولما أبلغت أن «البوظة» ستكون بالأناناس، تظاهرت ناتاشا بالرضى. وطاف الخدم بالشمبانيا قبل تقديم «البوظة»، وعزفت الموسيقى «بشرفا» آخر، فمضى الكونت إلى زوجته يعانقها، فجدد المدعوون تمنياتهم بمناسبة ذلك العيد، وقرعت الأكؤس، وشربت الأنخاب؛ أنخاب الكونتيس والكونت وأولادهما، ثم عاد الخدم إلى النشاط، وعلا صخب المقاعد، وارتفعت جلبتها، وغادر المدعوون قاعة المائدة بالترتيب الذي نهجوا عليه عند دخولهم، مع فارق واحد؛ وهو أن وجوههم كانت متضرجة من أثر الخمر الجيدة المعتقة، وانتقلوا إلى البهو الكبير، حيث مكث فيه الذين كانوا فيه من قبل، بينما قصد الرجال إلى مكتب الكونت ليعودوا إلى أحاديث ما قبل الطعام.

الفصل العشرون

آلام العشاق

Неизвестная страница