89

Война и мир

الحرب والسلم (الكتاب الأول): إلياذة العصور الحديثة

Жанры

فأجاب الزعيم باسما: إنني لا أقول غير الصدق.

وهتف بها الكونت من مكانه مفسرا: إننا كنا منهمكين في التحدث عن الحرب يا ماري دميترييفنا، ذلك لأن ابني سيشترك فيها ، هل تفهمين؟ ابني ، نعم، نيكولا.

فأجابت ماري دميترييفنا بصوت بلغ طرف القاعة الأقصى دون أن ترفعه: وماذا في ذلك؟ إن لي أربعة أولاد في الجيش، مع ذلك لست أبكي من أجلهم؛ لأننا جميعا بين يدي الله، فهنا يموت حي وهو على فراشه، وهناك يحارب بعضهم دون أن يصاب بأي أذى، وهكذا ... - لا شك، لا شك.

وبعد هذا الفاصل، عاد كل من الفريقين إلى حديثه الخاص، دون أن يعير ما يقوله الآخر التفاتا. وفي تلك اللحظة، كانت ناتاشا تنظر إلى أخيها متحدية وهو يقول لها: لن تجرئي على ذلك السؤال، كلا لن تجرئي ...

وكانت تجيبه مصرة معتدة بنفسها: بل أجرؤ!

وأشرق وجهها بتصميم جريء عات، فنهضت وألقت نظرة على بيير تدعوه للإصغاء إلى ما ستقول، ثم التفتت إلى أمها، وقالت بصوتها الصبياني، محاولة اجتذاب انتباه أمها والسامعين: أماه!

فسألتها الكونتيس مذعورة: ماذا هناك؟

لكنها لما قرأت على وجه ابنتها بوادر محاولة ماكرة خبيثة، نظرت إليها بصرامة، ودعتها إلى الصمت بحركة من يدها، وأعقب ذلك صمت. لكن الصغيرة لم تلبث أن انطلقت تسألها بلهجة حازمة وكلمات متلاحقة: أماه، ماذا سيقدم لنا قبل انتهاء الطعام؟

لم تجد الكونتيس مبررا للغضب، بينما رفعت ماري دميترييفنا إصبعها مهددة، وقالت مغمغمة: حاذري يا «قوقازية»، اهدئي!

وراح المدعوون ينظرون إلى الوالدين، وموقفهما من سؤال ابنتهما؛ ليتصرفوا بما يتناسب والمقام، فإن غضبا أظهروا استياءهم، وإلا ابتسموا مبتهجين.

Неизвестная страница