Война и мир
الحرب والسلم (الكتاب الأول): إلياذة العصور الحديثة
Жанры
حول المائدة
كان الحديث يزداد اضطراما في زاوية الرجال على المائدة، وكان الزعيم يؤكد أن الحرب قد أعلنت رسميا في بيترسبورج، وأن نسخة من مرسوم إعلان الحرب قد أرسلت بالبريد إلى حاكم موسكو العسكري، وأنه اطلع على تلك النسخة بنفسه.
هتف شينشين: هل تستطيع أن تحدثني بالسبب الذي من أجله نعلن الحرب على بونابرت؟ أي شيطان أثيم يدفعنا إلى إعلانها؟ لقد أخمد من قبل ثورة النمسا، وأخشى أن يكون دورنا قد حل.
استاء الزعيم - وهو ألماني طويل القامة، متين البنيان، مضرج الوجه، عسكري غيور ووطني - لمزاعم شينشين، فأجابه قائلا - بلكنة أجنبية ظاهرة على مخارج كلامه: لأي سبب يا سيدي العزيز؟ إن الإمبراطور يعرف السبب، إنه يقول في بيانه إنه لا يستطيع البقاء متفرجا على الأخطار التي تهدد روسيا وتحيق بها، وإن سلامة الإمبراطورية وكرامتها وصحة التعاقد والارتباطات ...
وضغط على هذه الكلمة، وكأنه يشير إلى أنها تحوي على مفتاح السر، ثم راح - بذاكرة الرجل الرسمي التي لا تخون - يتلو المقطع الأول من البيان: ... ورغبة الإمبراطور المقررة في تحقيق السلم في أوروبا على قواعد متينة، دفعته إلى إرسال جزء من الجيش خارج الحدود الروسية، والارتباط بتعاقد جديد لينفذ رغباته وأهدافه.
وأضاف قائلا: هذا هو السبب يا سيدي العزيز.
ونظر إلى الكونت منتظرا موافقته على قوله، وأفرغ قدحه في جوفه بأسى.
أجاب شينشين، وهو يعجو وجهه: هل تعرف المثل القائل: «من الخير أن يعنى المرء «بملفوفه»، على أن يصاب بالنوائب والمحن»؟ إن هذا المثل ينطبق علينا انطباقا كليا، لقد كان سوفوروف
1
جبارا قويا، مع ذلك فقد هزم هزيمة نكراء، فأين نحن الآن من سوفوروف؟ وأين مثله بيننا؟ إنني أتساءل وأسألك الجواب.
Неизвестная страница