فذهل شمس الدين ورماها بنظرة متأججة وهو يتساءل: ماذا؟! - قررت أن أتزوج! - إنك تمزحين. - بل هو الجد.
فصاح: هو الجنون. - لا جنون فيما الله به أذن.
فصرخ بغضب: لن يقع ذلك وأنا حي!
وصار عنتر الخشاب غريمه فأهانه وهدده، حتى اضطر الرجل إلى لزوم داره، وراح يقول لأصحابه: انظروا ماذا يفعل الفتوة العادل؟!
وقال أيضا: إنه يتحدى شريعة الله ذي الجلال.
ويتضاعف غضب شمس الدين، ويتضاعف حزنه، ويشعر بأن الأرض الطيبة تميد به وأنه ينحرف عن الجادة.
وتصاب فلة بحمى. تتدهور صحتها ولا تنفع معها وصفات العطار. وترنو إليه صامتة، وتعجز حتى عن البكاء، وتسلم الروح في جوف الليل.
37
شعر بأنه يقتلع من جذوره وأن الشمس لم تعد تشرق.
وتطايرت شائعات في الحارات المعادية بأن شمس الدين دس السم لأمه ليمنعها من الزواج. وتمادوا فقالوا إنه اكتشف علاقة غير مشروعة بينها وبين عنتر الخشاب. وهاج شمس الدين فخاض معارك حامية دون أن يتحداه أحد، وتمثل في الحي جبارا لا يعرف الرحمة.
Неизвестная страница