وتساءلت عيوشة من موقعها فوق العتبة: هل بلغك عنا ما يسوء؟
فأجاب بارتباك: أبدا. - هل في جمالنا نقص أو عيب؟
فقال والحذر يسري في حواسه: معاذ الله. - هل هون من شأننا البوح بسرنا؟
فغمغم بأصوات مغضوضة وجف ريقه.
وأغلقت العجوز الباب فدفعت به إلى الحافة.
وتمتمت قمر بصوت لا يكاد يسمع: إني خجلى، لا أدري ماذا صنعت بنفسي.
فقال ببلاهة: كل خير. - لا تسئ بي الظن.
وتهاوى تحت دفعة طوفان فالتهمت الغريزة الكون كله، وأذعن لمشيئة القوة الملكية المزهوة بالاستهتار والخيلاء والعمى.
وهمست قمر وهي تقاوم مقاومة لا معنى لها: لا تسئ بي الظن.
31
Неизвестная страница