21
وذات يوم رأى وجها أرجعه سنوات إلى عهد الطفولة. كان يمضي بالكارو نحو الميدان فاعترضته معركة عجيبة ناشبة بين فتاة وفتى؛ كانت الفتاة تثب كالنمر فتلطم الفتى، تبصق على وجهه، قاذفة إياه بسيل من الشتائم، وهو يتفادى من هجماتها، يرد الشتائم بأقبح منها، والناس من حولهما يتفرجون ويتضاحكون.
ولما رأى الناس شمس الدين حيوه، وتوقفت المعركة، فهرب الفتى، وراحت الفتاة تلتقط ملاءتها من الأرض وتلتف بها وهي ترامقه في حياء.
أعجب شمس الدين بحيويتها، ونضارة وجهها، ومرونة جسدها. ورأته يرنو إليها فقالت معتذرة: قل أدبه يا معلمنا فأدبته.
فتمتم باسما: أحسنت، ما اسمك؟ - عجمية.
ثم بمزيد من الحياء: ألا تذكرني يا معلم؟
وتذكرها فجأة فقال بدهشة: بلى، كنا نلعب معا. - ولكنك لم تتذكرني. - تغيرت كثيرا، أنت ابنة دهشان؟
فحنت رأسها وذهبت.
ابنة معاونه دهشان، ولكن لشد ما تغيرت.
وأشعلت حواسه فتدفق شبابه مثل أشعة الظهيرة.
Неизвестная страница