50

وبصوت كالرعد صاح: يا درويش!

خيل إليه أن غصون الأشجار تميد من صوته ولكن لم يجبه أحد.

وراح يصيح دون توقف، وبلا جدوى.

وقهقه كالأبله، ثم تساءل: من ذا يسمع أناشيدكم اليوم؟ ألا تعلمون؟

45

قال لفلة وهو يجفف دمعه: لا حي في الحارة!

رأى في حمرة عينيها أنها فطنت إلى الكارثة بطريقة ما. سمعها وهي تقول منتحبة: من الخلاء إلى الخلاء يا عاشور!

وراح يتأوه فقالت: فلنهاجر إلى مكان معمور.

فنظر إليها بحيرة وصمت، فتساءلت بحدة: أنبقى في هذه القرافة؟!

فتمتم بفتور: سنتجول فوق عربتنا. لن نبقى في البيت، أما المأوى فلا مأوى لنا إلا هنا.

Неизвестная страница