فتساءلت مقطبة: ماذا حلمت يا رجل؟! - أبي عفرة أراني الطريق. - إلى أين؟ - إلى الخلاء والجبل! - إنك ولا شك تهذي. - بل رأيت الموت أمس، ورائحته شممت. - وهل الموت يعاند يا عاشور؟
فقال وهو يحني رأسه في حياء: الموت حق والمقاومة حق. - ولكنك تهرب! - من الهرب ما هو مقاومة!
فتساءلت في قلق: وكيف نعيش في الخلاء؟ - الرزق في الساعدين لا في المكان.
فتنهدت قائلة: سيضحك الناس من جهلنا!
فقال بوجوم: لقد جفت ينابيع الضحك.
فأجهشت في البكاء، فتساءل في قلق: هل تتخلين عني يا فلة؟
فقالت وهي تنتحب: لا أحد لي سواك، سوف أتبعك.
35
اجتمع عاشور بأسرته الأولى، زينب وحسب الله ورزق الله وهبة الله، وباح لهم بحلمه وعزمته، ثم قال: لا تترددوا فالوقت ثمين.
ذهلوا جميعا وارتسم في وجوههم الرفض، وقالت زينب ساخرة: ها هي وسيلة جديدة لتجنب الموت!
Неизвестная страница