وجاءت حليمة بقدح الكراوية فمضت في إثره.
كان الشمعدان يضيء المخدع، وكان فائز راقدا فوق الفراش بملابسه.
قالت حليمة: لم لم تغير ملابسك؟
وسرعان ما سقط القدح من يدها، وصرخة ممزقة انطلقت من فيها.
21
وقفوا يحدقون بأعين تطفح بالذهول والجنون.
فائز شاخص البصر، ملقى الوجه بلا حول كأنه متجمد منذ ألف عام، يسراه مدلاة من حافة الفراش الوثير، تتكون تحتها بحيرة من دم فوق السجادة الشيرازي، وثمة خنجر منطرح فوق القفطان الكموني، ذو مقبض ذهبي.
جرى ضياء يفتش تحت الديوان والفراش والصوان في الحجرة المغلقة النوافذ وهو يصيح: مستحيل! ما معنى هذا؟!
وهتفت حليمة بصوت مبحوح: ليدركنا سيد الرسل!
وصرخ عاشور: الحلاق!
Неизвестная страница