فقال موسى الأعور: ماله في الواقع هو مالي أنا.
فقال حسونة السبع: من حق موسى صرة مثل صرتي.
فلم يتردد فائز فقدم للفتوة صرة أخرى. فطرب الرجال بالحكم العادل فهتفوا معا: اسم الله عليه، اسم الله عليه.
ولكن حسونة السبع أبقى الصرة الجديدة في قبضته، على حين تجلت في عيني موسى الأعور نظرة يائسة. قال الفتوة يخاطب فائز: آن لك أن تذهب إلى أهلك.
11
أمام البدروم وجد حليمة في انتظاره. لدى بلوغ الخبر إليها خرجت إلى الطريق. كأنه حلم أو خرافة أو معجزة، ولكنه على أي حال سعادة تفوق الاحتمال. ضمته إلى صدرها وأجهشت في البكاء وظلت تردد: الشكر لك يا رب! الشكر لك يا رب!
واجتمع شمل الأسرة عقب عودة ضياء وعاشور. امتزجت الدهشة بالسعادة مرة أخرى. لبث فائز بينهم في الحجرة الصغيرة كماسة في كوم من الهشيم. يشع منه نور، ويسيل أمل يتجلى المستقبل على ضوئه في صورة خلابة لم يحلم بها أحد. تغيرت أحاسيس الأسرة، خلقت خلقا جديدا. مضى فائز يقول: الناجح محسود، ستفتعل حولي الأقوال، ولكني بريء والله شهيد.
فقالت حليمة بحرارة: قلبي يصدقك.
ما الحكاية؟ بكل إيجاز لقد سرقت الكارو وأنا نائم. تحيرت، قررت الهرب، لعله كان قرارا خاطئا ولكنه ما حصل.
تركزت عليه الأبصار بقلوب مرحة مستعدة للتصديق. قال: همت على وجهي أياما بلا عمل حتى انتشلني خواجا. الحكاية طويلة. عملت عنده خادما وسواقا، حميته من تحرش بعض الأراذل، تعلمت على يديه سر العمل، ثم جاءني الحظ ببسمته العذبة، لا بد من الحظ، ربحت ورقة نصيب، قررت أن أعمل لحسابي، صادفني نجاح فاق كل تقدير.
Неизвестная страница