376

فأجاب العجوز بحنق: يريد أن يرجع عهد الناجي، أليس كذلك ؟ - نعم. - أن يسود الحرافيش ويستذل الوجهاء ويجعلنا أضحوكة بين الحواري!

فقال له دنقل بكآبة: لقد هدد بالتخلي عن الفتونة.

فهتف مجاهد إبراهيم: ليس الآن، ليبق الصورة والأمل حتى نطمئن تماما إلى أن الحرافيش لم يعودوا إلا الحرافيش فقط، وأنهم نسوا تماما هبتهم الجنونية. حققوا له نصف مطالبه.

فقال حميدة ساخطا: الكل أو لا شيء، ذلك مطلبه!

فتفكر مجاهد إبراهيم مكفهرا، ثم قال بإصرار: فليبق فتوة فترة أخرى ولو بالقوة والقهر!

34

وزار دنقل وحميدة فتح الباب في مسكنه المتواضع. انفردا به وقال له دنقل: نحن نبذل الجهد ولكننا نلقى عقبات كالجبال، ورجال العصابة غاضبون، يتوعدون بالشر والدم.

فتمتم فتح الباب بذهول: ولكنكما أقوى الرجال! - هم الكثرة وهم الغدر.

فقال بإصرار: سأتخلى عن الفتونة!

فقال حميدة: لا نضمن لك الحياة إن فعلت.

Неизвестная страница