ورغم أنه لم يدهش فقد هتف: السجن! - الجميع أشرار ولكني سيئ الحظ! - الله غفور رحيم. - عرفت أن أحوالك رائعة؟ - الستر لا أكثر من ذلك.
فقال باقتضاب: إني في حاجة إلى نقود.
تضايق عاشور، ولكنه دس يده في صدره فاستخرج ريالا، أعطاه له قائلا: إنه قليل ولكنه كثير بالقياس إلى حالي.
تناوله بوجه مكفهر وقال بنبرة ذات مغزى: لنقرأ الفاتحة على روح أخي عفرة.
فقرأها، ثم قال: لم أنقطع عن زيارة قبره.
فسأله بجرأة: هل أجد عندك مأوى حتى أقف على قدمي؟
فبادره قائلا: لا مكان في حجرتي لغريب. - غريب؟!
فقال بإصرار وجرأة: لولا ذكرى مولاي ما مددت لك يدي!
فقال بقحة: أعطني ريالا آخر وسوف أسدد ديني عند الميسرة.
فلم يضن عليه بالنقود وهو من الضيق في غاية.
Неизвестная страница