أدى خضر ما تم الاتفاق على أدائه من أنصبة الدائنين. صفيت التجارة، أما دارا السمري والشوبكشي فبقيتا في حيازة رضوانة.
ودعت ست فتحية خضر للإقامة في مسكنها الصغير - مسكن أبيه - حتى ينظم حياته. ووضح أن خضر ينوي الإقامة في حارته. وبلا تردد اتخذ الإجراءات لشراء محل الغلال ومواصلة نشاطه التجاري السابق. وفكر أيضا في شراء دار السمري أو الشوبكشي ليجد لنفسه مقاما مناسبا من ناحية، ولتفيد رضوانة من ثمن الدار ما تعيش به عيشة كريمة هي وأبناء أخيه رضوان وصفية وسماحة.
وقالت له فتحية زوجة أبيه: جميع ما ينبع من قلبك نبيل.
فأجابها بفتور: لم أنس أسرتي، ظلت تعيش معي في الخارج.
وحارته أيضا. وتعلم في مهجره أن الناجي معنى حي، أما السمري فلا وزن له يذكر. تعلم أن البطولة الحقة مثل المسك تطيب بها النفوس وتهفو إليها الأرواح ولو لم تؤت القدرة على استعمالها. ولكن أهذا هو ملاك الأمر كله وراء رجوعه إلى الحارة ؟!
وسألته فتحية: لم لم تكمل نصف دينك؟
فأجابها مبادرا: كرهت الزواج في الغربة!
42
وبوحي من تفكيره طلب مقابلة عتريس. تم اللقاء في دار عتريس الفخيمة. واستقبله الفتوة بترحاب واحتفاء، وقال له: شرفت الدار يا سليل البطولة.
فقال خضر بتواضع: إنه واجب من يروم الإقامة نحو فتوتنا.
Неизвестная страница