Синяя сумка: современный любовный роман
الحقيبة الزرقاء: رواية عصرية أدبية غرامية
Жанры
المذلة بقدر الشمم
في صباح اليوم التالي نهض المستر هوكر من سريره وهو مضطرب البال على إدورد؛ لأنه لم يعد إلى البيت منذ صباح اليوم السابق، ولما فحص البريد وجد بين الرسائل رسالة منه، هذا نصها:
سيدي الخال مستر هوكر
مهما تغير علي الزمان أظل أسير فضلك، لو ملكت العالم كله وقدمته إليك بقيت مديونا لك. صرت الآن رجلا مستوفيا المعرفة اللازمة للعمل بفضل عنايتك؛ فآثرت أن أستقل بمعيشتي وأعتمد على نفسي فائذن لي بذلك.
تفضل أنت وعزيزتي أليس بقبول فائق احترامي.
إدورد سميث
فقرأها المستر هوكر مرتين وثلاثا، والدمع يكاد بذرف من مقلتيه، ثم دفعها لأليس فما أتمتها حتى أسرعت إلى غرفتها، وجعلت تبكي بكاء مرا وهي لا تدري من تلوم؛ لأنها لا تعلم السبب الحقيقي لهجران إدورد. ثم راجع المستر هوكر الرسالة فلم يجد فيها عنوانا، فحار في كيف يهتدي إلى مقره؟ فانتظر أن يستعلم عنه من أصحابه لعلهم يعرفون محل إقامته.
ثم جعل المستر هوكر يفكر في انفصال إدورد عنه، فلم يجد سببا له سوى إلحاحه عليه برد قلبه عن حب محبوبته إلى حب أليس، ولكن لم يجد هذا السبب كبيرا إلى حد أن يحمله على الانفصال والاستقلال.
والظاهر أن المستر هوكر نسي مضايقته له بهذا الإلحاح في المرة الأخيرة؛ حتى كاد يكون بصيغة التهديد.
قال في نفسه: «إن هي إلا ثورة طيش أو زوبعة نزق هاجها عنفوان الشباب، ولا تهمدها إلا مذلة الوحدة. أدعه يستقل ويرى قيمة نفسه ويتحقق غروره. ماذا يفعل؟ لا مال في يده، ولا يعرف صناعة فكيف يسترزق ليعيش عيشة الرخاء التي تعودها في هذا البيت؟ لا بد أن يشعر بعجزه ويعود من نفسه صاغرا؛ وإذ ذاك يسهل علي قياده، ولكن أأدعه للأقدار؟ ويلاه! قد يدفعه اليأس إلى ما لا تحمد مغبته. كلا، لا أدعه، بل أمده بقليل من المال حتى متى أنفقه وعضه ناب الفاقة يندم فيعود لين الجانب.»
Неизвестная страница