157

ونحن نعارضهم بالكتاب والسنة، قال الله تعالى: {ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما}[النساء:93]، وقال تعالى: {وإن الفجار لفي جحيم ، يصلونها يوم الدين ، وما هم عنها بغائبين}[الإنفطار:14-16]، وقال تعالى: {ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد}[ق:29]، وقال تعالى: {إن المجرمين في عذاب جهنم خالدون }[الزخرف:74]، وقال تعالى: {ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين}[النساء:14]، وقال تعالى: {بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون}[البقرة:81]، ومعنى قول الله تعالى: {إن الله يغفر الذنوب جميعا }[الزمر:53] المراد به مع التوبة؛ لأنه ذكر عقيب هذه الإنابة بقوله: {وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب}[الزمر:54]، فشرط التوبة. وروي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا، ومن تردى من جبل فقتل نفسه فهو يتردى في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا، ومن تحسى سما فقتل نفسه فهو يتحساه في نار جهنم خالدا فيها مخلدا أبدا)). وروي عن النبيء صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((إياكم والزنا ، فإن فيه أربع خصال: يذهب بالبهاء من الوجه، ويقطع الرزق، ويسخط الرحمن، ويخلد في النيران)). وروي عن النبيء صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((من تعلم العلم ليباهي به العلماء ، ويمارى به السفهاء، أو يباهي به في المجالس لم يرح رائحة الجنة)). وروي في الأخبار: ((يؤمر بالعالم الفاسق إلى النار قبل عبدة الأوثان. ويقال: ليس من يعلم كمن لا يعلم)).

وروي عن النبيء صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((لا يقطع رجل حق امرئ مسلم بيمينه إلا حرم الله عليه الجنة، وأوجب له النار، فقال رجل من القوم: يا رسول الله وإن كان شيئا يسيرا؟ قال: وإن كان سواكا من إراك)). وروي عن النبيء صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((تحرم الجنة على أربعة : المنان، والغياب، والنمام، ومدمن الخمر)). فبطل ما قالوا.

فإن اعترض معترض علينا فقال: ليس من العدل أن يعصي العبد عند اقتراب أجله فيعذبه الله بمعصية واحدة صادفت موته، ويخلد في النار ما دامت السماوات والأرض، وهو من أهل القبلة.

Страница 218