Факты знаний
حقائق المعرفة
Жанры
قال أمير المؤمنين عليه السلام: لعلك تظن قضاء لازما وقدرا حتما؛ لو كان ذلك كذلك لبطل الثواب والعقاب، وسقط الوعد والوعيد، وما كانت تأتي من الله لائمة لمذنب ولا محمدة لمحسن، وما كان المحسن أولى بثواب الإحسان من المذنب، ولا المذنب أولى بعقوبة الذنب من المحسن، تلك مقالة إخوان الشيطان، وعبدة الأوثان، وخصماء الرحمن، وشهداء الزور، وأهل البغي والفجور، هم قدرية هذه الأمة ومجوسها، إن الله تعالى أمر تخييرا، ونهى تحذيرا، ولم يكلف عسيرا، ولا بعث الأنبياء عبثا، ولا أرى عجائب الآيات باطلا {ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار}[ص:27]. فقال: وما ذلك القضاء الذي ساقنا؟ فقال أمير المؤمنين عليه السلام: أمر الله تعالى بذلك وإرادته له، ثم تلا عليهم: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا}[الإسراء:23].
فنهض الشيخ مسرورا بما سمع وهو يقول:
أنت الإمام الذي نرجو بطاعته
يوم النشور من الرحمن رضوانا
أوضحت من ديننا ما كان مشتبها
جزاك ربك عنا فيه إحسانا
وروي أن أبا بكر سئل وهو على منبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الكلالة فقال: ما سمعت فيها شيئا، وسأقول فيها برأيي -فإن أصبت فالله وفقني، وإن أخطأت فالخطأ مني، ومن الشيطان، والله ورسوله منه بريان- أراه ما خلا الوالد والولد. فلما ولي عمر قال: أستحي أن أرد قضاء، قضى به أبو بكر.
Страница 205