Ностальгия по мифу: Главы о лженауке
الحنين إلى الخرافة: فصول في العلم الزائف
Жанры
وأولبورت وبوستمان
28
تثبت أن الناس عندما تعطى رسالة لنقلها إلى شخص آخر فإنهم قلما يوصلون الرسالة حرفيا. إن محدوديات الذاكرة البشرية والحاجة الضمنية بألا يثقل المستمع بتفاصيل كثيرة جدا، من شأنها أن تفرض ضوابط على كمية المعلومات المنقولة ونوعها، ومن ثم فإن ما يراه المتحدث زبدة الرسالة (وفقا لفهمه) فهو يؤكده و«يبرزه»
sharpen ، أما التفصيلات التي يراها غير جوهرية فهو يهون من شأنها أو «يطمسها»
level ، إن تقارير العنعنة كثيرا ما تصبح روايات أبسط و«أنظف» وغير مثقلة بتناقضات صغرى أو تفصيلات ملتبسة.
ولنا في حالة «ألبرت الصغير» مثال جيد: صحيح أن ألبرت أصابه شيء من الخوف من الفأر، وأن خوفه تعمم بعض الشيء إلى كيانات أخرى، غير أن مدى هذا الخوف ومدى تعميمه لا نجد عليهما إلا دليلا غير متسق وغير مفهوم. ولأن هذه التناقضات تعترض القصة الرئيسية حول القلق الشرطي الكلاسيكي فقد جرؤ كثير من الكتاب على إزاحتها جانبا. إن تقرير واطسون الأصلي يذكر أن خوف ألبرت كان بحاجة إلى «إنعاشه» بعد بضعة أيام، وأن الصوت العالي أيضا قد قرن مباشرة بالأرنب والكلب أيضا، ورغم ذلك فإن التقارير اللاحقة لواطسون نفسه - ولغيره من المؤلفين - لم تتطرق لذلك، لقد طمست هذه التفاصيل من الرواية.
من التجليات الشائقة لعمليتي الإبراز والطمس انطباعاتنا عن الأشخاص الذين سمعنا بهم ولم نعرفهم معرفة مباشرة، عندما تتاح لنا مقابلتهم شخصيا. إننا كثيرا ما نصاب بخيبة أمل إذ نجدهم أقل بكثير مما وصفوا به، إيجابا وسلبا؛ ذلك أن الراوي إذ يحكي لنا عن شخص آخر وعن أفعاله فإن وصفه يميل إلى أن يتركز على الشخص لا على السياق الذي حدثت فيه الأفعال، وهو بذلك «يبرز» الشخص وأفعاله بينما «يطمس» السياق المحيط وشتى الظروف المخففة؛ ذلك أننا نميل إلى أن نعزو التصرفات للشخص (إبراز) وليس لمتطلبات السياق وإملاءات الظروف (طمس).
هناك سلسلة من الدراسات الحديثة تقدم تدعيما لهذه الأفكار.
29
في مجموعة من التجارب شاهد مجموعة من المشاركين يمثلون «الجيل الأول» شريط فيديو لشخص «هدف» يصف حدثين من ماضيه، ثم قام هؤلاء المشاركون بتقييم الشخص الهدف على تنويعة من الأبعاد الخاصة بسمات الشخصية، وقدموا شريطا مسجلا لوصفهم لما رأوه (وصف عنعنة/يد ثانية). وبعد ذلك قامت مجموعة أخرى من المشاركين يمثلون «الجيل الثاني» بالاستماع لهذه الأوصاف (أوصاف العنعنة)، ثم قاموا بنفس تقييمات السمات، وكما هو متوقع: كانت تقييمات الجيل الثاني للهدف أكثر تطرفا من تقييمات الجيل الأول، كما أشار تحليل الأوصاف التي قدمها الجيل الأول إلى أنهم حقا هونوا من قدر المحددات الظرفية لأفعال الشخص الهدف، فالحدث الذي أتاه الشخص الهدف وندم عليه - مثلا - كانوا يصفونه كحدث سيئ لا كنتاج محتمل لظروف صعبة، هكذا تم «إبراز» نزعات الشخص الهدف بينما «طمست» ملامح السياق المحيط.
Неизвестная страница